يندر وجود متاجر صغيرة في دبي، التي تشتهر بمجمعاتها التجارية الكبيرة ومتاجر الأزياء الراقية التي تضم أحدث مبتكرات مشاهير المصممين وبيوت الأزياء العالمية. والأكثر ندرة هي المتاجر التي تبيع الملابس القديمة المستعملة التي تلقى رواجا في اوروبا. لكن في ركن بعيد بالمدينة متجر جديد تملكه شابة مصرية تأمل أن تقنع نساء وفتيات الإمارات اللاتي يحرصن على مسايرة أحدث صيحات الأزياء والحلي والكماليات بأن تصميمات الماضي ما زالت أزياء راقية. وقالت مها عبد الرشيد التي افتتحت متجرها المسمى "بمبة" في الآونة الاخيرة: "بدأت أفكر منذ سبع سنوات. وقبل عامين استقر رأيي على أن دبي بحاجة إلى متجر فريد للملابس القديمة يستطيع الناس أن يزوروه ليقضوا وقتا طيبا ويتبادلون الحديث ويجدوا قطعا فريدة غير مكررة لا يمكن أن يجدوها في أي مكان آخر". وذكرت مها ان شراء الملابس القديمة المستعملة أمر جديد في دبي، لكن رد فعل الزبائن كان إيجابيا حتى الآن. وقالت: "كنت أتوقع أن يلاقي طلبا من الأجانب بدرجة أكبر. تعرفون أن في دبي عدد كبير جدا من الأجانب المقيمين. ولأن الاشياء القديمة تحظى بتقدير بالفعل في تلك الأجزاء من العالم تخيلت أن الناس يمكن أن يهتموا بها. لكني فوجئت حقا وسعدت جدا عندما رأيت أن كثيرا من زبوناتي فتيات إماراتيات. لقد تحمسن جدا لهذه الفكرة وأعجبن بالمعروضات. تحضر كثيرات منهن ويحلو لهن تجربة الملابس كما لو كانت لعبة ونتبادل حديثا ممتعا. هن يعرفن الموضة ويميزن المعروضات ويجدن التوفيق بين قطع الملابس المختلفة ويقدرنها جدا. كانت مفاجأة سارة بالفعل". تقيم مها في دبي منذ 15 عاما، وتقول إن متجرها يقدم تجربة مختلفة تماما للتسوق. كما تدعو مها الزبائن للجلوس على أثاث قديم من منزل جدتها وتناول الكعك الذي تخبزه بمنزلها وشرب العصير الطازج الذي تجهزه كل صباح. في نفس الوقت تتصفح الزبونات أعدادا قديمة من مجلة فوج للأزياء ويناقشن مع مها خطوط وتصميمات الأزياء المختلفة. وفي الجهة المقابلة من الممر الموجود به متجر "بمبة" يقع متجر "زو" الذي يملكه شقيقها حسين عبد الرشيد. لكن لا يوجد أي نوع من المنافسة بين المتجرين، حيث لا يضم متجر حسين إلا أزياء وكماليات من ابتكار مجموعة من المصممين العرب من الجيل الجديد. وتقول مها إن "بمبة" و"زو" لم يحققا بعد أرباحا لها ولشقيقها اللذين أنفقا الكثير من المال والجهد في تأسيس وتجهيز المتجرين. لكن بعد الافتتاح الرسمي والاهتمام الذي أبداه الزبائن بالفعل، يعتقد الشقيقان في تفاؤل أن النجاح بات قريبا.