في الوقت الذي أعلن فيه مسئولون فلسطينيون وإسرائيليون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن), سيلتقي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يوم الأحد المقبل, اقتحمت عشرات من الآليات العسكرية الإسرائيلية مدينة رام الله فجر أمس, وحاصرت مقر الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في منطقة أم الشرايط, فيما وصف بأنه أكبر عملية إسرائيلية ضد الفلسطينيين منذ محاصرة قوات الاحتلال كنيسة المهد2001. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس50 شخصا بينهم عدد من كوادر كتائب الأقصي الجناح العسكري لحركة فتح كانوا موجودين داخل مقر الاستخبارات العسكرية في حي أم الشرايط جنوب غربي مدينة رام الله خلال عملية عسكرية كبيرة, شاركت فيها العشرات من الآليات وسيارات الجيب تساندها الجرافات العسكرية, حيث قامت بمحاصرة مقر الاستخبارات العسكرية في منطقة أم الشرايط وطالبت عبر مكبرات الصوت من سمتهم المطلوبين داخل المقر بتسليم أنفسهم. وقد بدأت القوات الإسرائيلية في إطلاق النار والقنابل الصوتية في محيط مقر الاستخبارات وتواجدت بكثافة في منطقة رام الله التحتاو أم الشرايط. وجاءت العملية العسكرية في أم الشرايط برام الله, علي غرار العملية التي نفذتها قوات الاحتلال قبل أيام في مدينة نابلس, علما بأن المحللين اعتبروا عملية اجتياح نابلس فاشلة ولم تحقق سوي تدمير البنية التحتية في تلك المدينة. قال العميد ماجد فرج مدير الاستخبارات العسكرية في الضفة الغربية, أن الهجوم الاسرائيلي العسكري علي مقر الاستخبارات في رام الله أدي الي اعتقال أكثر من70 من عناصر وكوادر الجهاز, الي جانب مصادرة عدة قطع من السلاح كانت بحوزة العاملين هناك. وفي تعقيبه علي الحملة العسكرية ضد المقر, عبر العميد فرج عن اعتقاده أن هذه العملية سياسية وأمنية موجهة ضد جهود السلطة الفلسطينية لاعادة النظام والهدوء وضد حكومة الوحدة. وأضاف, يبدو أن اسرائيل انزعجت من نجاح اتفاق مكة ومن الحملات الأمنية لاعادة الأمن والقانون للمدن الفلسطينية, خصوصا بعد الحملات التي قام الأمن الفلسطيني بها في الخليل واريحا وطولكرم. وفي الوقت نفسه, اعتقلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية بمدينة القدسالشرقية أمس. وقال ميكي روزنفيلد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية, انه تم اعتقال الشيخ رائد صلاح بعد أن ألقي خطابا دعا فيه الي العنف وتم خلال التجمع رفع أعلام سورية وفلسطينية. وكان القضاء الاسرائيلي قد قرر الشهر الماضي, فتح تحقيق ضد الشيخ رائد صلاح الذي تتهمه اسرائيل بالدعوة الي العنف للاحتجاج علي حفريات اسرائيلية مثيرة للجدل قرب المسجد الأقصي. وفيما يتعلق بتطورات موضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية, أكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس, أن معظم الملفات والقضايا المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية تم الانتهاء منها بما فيها ملف المستقلين في وزارة الخارجية, مشيرا الي أن اللقاءات الحثيثة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن ورئيس وزرائه اسماعيل هنية تسهم في تقريب وجهات النظر. وأضاف برهوم في تصريحات له أمس أن المشاورات لاتزال جارية وأن هناك بحثا معمقا وكبيرا في ملف وزير الداخلية, لان القضية لا تعتمد علي شخص بقدر ما تعتمد علي التوافق عليه من كل الأطراف والتي يجب أن تكون قوية وقادرة وذات كفاءة لإيجاد حالة أمنية جديدة. وأشار برهوم الي ما وصفه بالتوافق بين حركتي فتح وحماس وكل الفصائل الفلسطينية, علي أن تكون شخصية وزير الداخلية مستقلة وقوية وقادرة علي إيجاد حالة من الأمن. وحول رفض الرئيس الفلسطيني أبومازن لحمودة جروان مرشح حماس لتولي حقيبة وزير الداخلية, أكد برهوم أن الحركة ستطرح البديل إلا أن يتم التوافق مع الرئاسة والسلطة. وحول رفض الجبهة الشعبية المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية, قال برهوم إن هنية حريص علي اشراك الجميع في الحكومة والباب مفتوح أمام الجميع ولم يتم استبعاد الجبهة من الحكومة. وعقب لقائه مع الرئيس الفلسطيني أبومازن, قال صالح زيدان عضو القيادة السياسية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, إن أبومازن وافق علي منح الجبهة الديمقراطية الوزارة التي تختارها في حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة. ومن جانبها, هددت كتائب شهداء الأقصي الجناح العسكري لحركة فتح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية, الحكومة والرئاسة بإغلاق كل الوزارات والبنوك في هذه المدينةالفلسطينية اذا لم تعلن نابلس مدينة منكوبة بشكل واضح وصريح وبخطوات عملية. وذكر راديو إسرائيل أن إسرائيل رفضت اقتراحا أوروبيا يقضي بتشكيل لجنة خاصة تعني بدراسة شروط التحاور مع حكومة الوحدة الفلسطينية بعد تشكيلها. وأكدت مصادر سياسية أن هذا الاقتراح طرح خلال اجتماع عقده في بروكسل مساء أمس الأول بين تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية وماسيمو داليما وزير الخارجية الايطالية.