أجمع خبراء الإعلام على أن الموضوعية والحياد الإعلامى ليست هدفا بل قيمة نسعى إليها مؤكدين على تغيير واقع الإعلام مقارنة بخمسة أعوام ماضية وأنه لم يعد يقتصر على إعلام الدولة حيث دخلت القنوات والصحف الخاصة فضلا عن الانترنت حيث المدونات والمواقع الاليكترونية. جاء ذلك فى الندوة الأولى التى عقدت اليوم الأربعاء فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة للاعلام العربى السادس عشر والتى جاءت تحت عنوان " واقع الإعلام الجديد..هل سقطت الأقنعة " والتى حضرها أنس الفقى وزير الاعلام. وأشار الخبير الاعلامى ياسر عبد العزيز أن تعدد الوسائل الاعلامية يزيل الغموض بشكل واضح عن الجمهور مشددا على أن الدول التى تستثمر فى الاعلام لتحسين صورتها عليها أن تصبر لأن ثمار الاستثمار الاعلامى يتطلب وقتا طويلا وأكد أن تنوع المنابر جعل من الصعب تحقيق الإعلام الموضوعية المطلقة مشيرا إلى أن الموضوعية شرطا لايمكن الاستغناء عنه ومن آليات تحقيقها إسناد المعلومة إلى مصدره وكفاءة المصادر وفصل الخبر عن الرأى ومراعاة مرجعية الخبر وطالب بعدم الاندفاع للغرب الذى وصفه بالمجتمع الاكثر تنظيما وإيجابية وبالتحلى بالرشد والايجابية فى ممارستنا العربية . وأشاد بأداء الإعلام الحكومى فى السنوات الأخيرة حيث اصبح يميل نحو الموضوعية مدللا على ذلك بانه يخرج وينتقد ما يراه عبر شاشات التليفزيون الرسمى. وأوضح أن حل مشكلة الحياد تتمثل فى إدارة الاعلاميين أنفسهم لوسائل الإعلام حيث لا يمكن نزع سلطة مالك الوسيلة الإعلامية عن المحتوى الذى تقدمه . من جانبه أكد حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الامريكيةبالقاهرة خلال الندوة التى أدارها الاعلامى عبد اللطيف المناوى - أن الإعلام لم يعد يتوجه إلى كتلة بشرية أو شريحة معينة بل صار محددا وموجها مشيرا إلى أن الشباب العربى ينظر إليه الآن باعتباره مستهلكا للمنتجات الاعلامية بنسبة تصل الى 50 % وأكد أن وسائل الإعلام تغيرت قوالبها وتشكلت عناصر جديدة فهى لم تعد ساكنة بل تتمتع بالتفاعل مضيفا أن الصحف أصبحت تطالب قرائها بالمشاركة بالرأى . وأشار الى أن الصورة فى العالم تغيرت الآن حيث صار كل منتج إعلامى مذاعا بالصوت والصورة فبعد مرور 20 عاما سيختفى المؤرخ ليحل محله الاعلام المرئى وأصبحت المواقع الاليكترونية الخاصة مزودة بروابط لمواقع اخرى لتحقيق الاستزادة المعرفية والتراكمية للبشرية مؤكدا أن الواقع الاعلامى المعاصر يمثل الأعمدة لإعلام مستقبلى فاعل بدوره قال السيد فهمى كريم الإعلامى العراقى إن الصحافة تعتبر فى النهاية سلعة وأصبحت متنوعة حيث أنه لا يعتمد المشاهد كما كان فى الماضى على قنوات محدودة موضحا أن المشكلة الرئيسية فى الإعلام بالعالم العربى أنه ليس هناك خط فاصل بين الاعلام والحكومة وانتقد كريم الإعلام العربى الذى يميل الى العاطفة فى تناول الأخبار والأحداث وليس قراءة أو مراعاة الواقع. من جهته قال السيد إبراهيم بلال مدير التطوير التحريرى بشبكة الجزيرة إن التشتت الحالى الذى يشهده الإعلام العربى بوجه عام يشتت المشاهد , فالولاء تحول من الولاء السياسى الى الولاء المهنى. وأكد أن الإعلام هو نتاج المجتمع بمزاياه وعيوبه كونه لا ينفصل عن الواقع المجتمعى مشددا على أن الإعلام لا يتحمل وحده مسئولية إصلاح المجتمع. وأضاف أن لا أحد يستطيع إنكار وجود اجندات موضحا أن المؤسسات الإعلامية لا تدعى أو تخلق خبرا مدللا على ذلك باعتراض إسرائيل على بث قناة الجزيرة لصور هدم منازل فلسطينية والتى كان رد الجزيرة عليها " إذا توقفت إسرائيل عن الهدم ستتوقف الجزيرة عن بث الصور " .