أكدت سوريا والعراق الاربعاء خلال زيارة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى سوريا, ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تشمل جميع أطياف الشعب العراقي وتطوير التعاون بين البلدين, لينهيا بذلك قطيعة دامت أكثر من عام. وجاء هذا التأكيد خلال زيارة عمل ليوم واحد قام بها المالكي الى دمشق والتقى خلالها الرئيس بشار الاسد ونظيره السوري محمد ناجي عطري. وأكد الرئيس السوري خلال استقباله المالكي وقوف سوريا على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق فيما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية . وقالت وكالة الانباء السورية إن المالكي عبر عن شكره للاسد على مواقف سوريا تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين في تحقيق الامن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا. وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنه قطع شوطا مهما في القضاء على الطائفية حيث أكد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية متوازنة ينتمى جميع العراقيين اليها. وتابع المالكي أن الامور بدأت تسير باتجاه المشاركة الحقيقية لجميع الكتل والتحالفات التى بدأت تنفتح في حواراتها مع الآخرين مؤكدا أن العراقيين هم وحدهم المسؤولون عن قرار تشكيل الحكومة داعيا الدول العربية ودول الجوار الاسلامى الى الدعم والمساندة في هذه المرحلة. وتأتي زيارة المالكي لسوريا بينما لا يزال تشكيل الحكومة متعثرا بعد حوالى سبعة أشهر من الانتخابات التى أسفرت عن فوز رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي بحصوله على 91 مقعدا في حين نال ائتلاف المالكي 89 مقعدا, والائتلاف الوطني 70 مقعدا. وتخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول الى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان), ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات. وأوضحت وكالة الانباء السورية أن الاسد والمالكي أكدا أهمية البعد الاستراتيجي للعلاقات الثنائية بين دول المنطقة وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولا الى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها. من جهة أخرى, بحث المالكي مع نظيره السوري محمد ناجي عطري سبل التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية كما ناقشا تفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي بما يسهل إنسياب السلع وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين. ومن المقرر أن يتم الاتفاق على مشروع لنقل النفط الخام العراقى وتصديره عبر سوريا الى موانىء التصدير في البحر الابيض المتوسط ويتضمن المشروع الذي اقترح العراق تنفيذه بأسلوب البناء والتشغيل ونقل الملكية أنبوبا بطاقة تبلغ 250,1 مليون برميل يوميا وأنبوبا آخر بطاقة تبلغ 5,1 مليون برميل يوميا للنفط الثقيل كما يتضمن خطا للغاز بطاقة مناسبة مرافقا للخطين لضمان توصيل الوقود اللازم لتشغيل محطات الضخ في كلا البلدين. يذكر أن العراق وسوريا قد اتفقا فى شهر سبتمبر الماضي على إنهاء الازمة الدبلوماسية بينهما بإعادة سفيري البلدين الى مقر عملهما بعد أكثر من عام على استدعائهما وذلك إثر توتر نجم عن موجة من التفجيرات هزت بغداد فى صيف عام 2009.