أنشأ الملياردير المصري نجيب ساويرس -الذي سيبيع أداته الاستثمارية ويذر والسيطرة على أوراسكوم تليكوم الى فيمبلكوم مقابل 6.6 مليار دولار- امبراطورية في قطاع الهاتف المحمول تمتد عبر أربع قارات من خلال المغامرة بدخول أسواق محفوفة بالمخاطر يخشى الاخرون العمل فيها. وأسس ساويرس (56 عاما) رئيس مجلس ادارة أوراسكوم تليكوم وحدات في كوريا الشمالية، وفي زيمبابوي وفي العراق بعد الحرب وفي دول أخرى ردعت الحروب والعقوبات المنافسين عن دخولها لكنها تتمتع بامكانات نمو كبيرة. وفي عام 2008 قال ساويرس - وهو الاكبر بين أشقاء الثلاث- "اذا قدمت من مكان محفوف بالمخاطر .. فالمخاطر نسبية عندئذ، مضيفا في تعليقات للمحاور التلفزيوني الامريكي تشارلي روز "أتذكر حين ذهبت الى الجزائر .. وقيل لي انهم يقتلون الناس هناك وأن هناك قنابل وقلت هذا لا يشكل أهمية كبيرة. وكان استثمار ساويرس في الجزائر - في عام 2001 حين كانت لا تزال تعاني من الحرب الاهلية - خطوة مميزة تتفق مع تفكير رجل الاعمال المصري، وحقق الاستثمار مكاسب في البداية لكن خلافا مع الجزائر بشأن ضرائب متأخرة ادى الى وأد خطة سابقة لبيع الوحدة. وقال شاردول شريماني المحلل في "اي.اتش.اس" جلوبال انسايت ان اوراسكوم حققت مسارا ناجحا جدا، ومن العار انها تعرضت للضرر في الجزائر. وكشفت فيمبلكوم الاثنين انها ستدفع 6.6 مليار دولار لشراء مجموعة "ويند" الايطالية، والسيطرة على "اوراسكوم تليكوم"، لكن الشركة الروسية قالت ان مصير وحدة جازي الجزائرية لم يتقرر بعد رغم انها تريد الاحتفاظ بها. ويعد ساويرس الان أحد أبرز الشخصيات في مصر ويملك استثمارات في الاعلام مثل صحيفة "المصري اليوم" المستقلة واسعة الانتشار، وقناة تلفزيونية. ودرس ساويرس الادارة الفنية والهندسة في زوريخ وانضم الى شركة والده المقاول أنسي في عام 1979 وأسس أنشطتها في قطاعات السكك الحديدية والمعلومات والتكنولوجيا والاتصالات. وانفصلت أنشطة "أوراسكوم تليكوم" فيما بعد ويدير شقيقاه حاليا شركتي أوراسكوم للانشاء والصناعة وأوراسكوم القابضة للتنمية. وأوضح ساويرس ان والده أقام أعمالا في قطاع المقاولات من الصفر الى أن جرى تأميمها في الستينات خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وانتقل أنسي بعد ذلك الى ليبيا غير أنه خسر أصولا هناك ايضا. وقال رجل الاعمال المصري لشبكة "سي.ان.ان" في عام 2005 "انه لم يستسلم أبدا لشيء ولكنه دائما ما يقاتل من أجله اذا كان صوابا،ولم يكن يهدأ أبدا اذا كان أمامه هدف. وأكد نجيب ساويرس الذي قاتل طويلا وبضراوة للاحتفاظ ببعض أصوله ان المال ليس دافعه الوحيد، مشيرا في حديث صحفي ل"جلوب اند ميل" اليومية الكندية في أغسطس/اب إلى رفضه صفقات كثيرة على مدى حياته تدر أرباح كبيرة بسبب "عدم حبه للطرف الاخر"، بحسب قوله. وفي وقت سابق من عام 2010 رفض ساويرس عرضا من فرانس تليكوم للسيطرة على الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" الوحدة المصرية التي يملكانها سويا في خطوة اعتبرت جزئيا عاطفية بسبب العلاوة السعرية التي عرضتها الشركة الفرنسية فوق القيمة السوقية لموبينيل. لكن ساويرس يعلم أيضا متى يقلص خسائره، فقبل أقل من عشر سنوات باع وحدة أوراسكوم في الاردن وأصولا أخرى لتخفيف جبل من الديون التي تراكمت بعد شراء تراخيص في الجزائر ومناطق أخرى. وقال لصحيفة "ذا ناشونال" اليومية في أبوظبي في مارس/ اذار" يحتاج الناس أمثالي للبدء في التفكير - لا يمكنني مواصلة السيطرة على شركتي .. ينبغي أن أتخلى عن السيطرة في مقابل المشاركة في السيطرة." وبموجب الاتفاق ستحصل فيمبلكوم على كامل ملكية مشغل الاتصالات الايطالي "ويند" واكثرية حصص الملكية في شركة اوراسكوم، المملوكتان لمجموعة ساويرس القابضة، وبالمقابل ستحصل مجموعة ساويرس على اموال نقدية وحصص ملكية في الشركة الجديدة. وبهذا الاتفاق تكون قد ولدت خامس اكبر شركة للهاتف النقال في العالم من حيث عدد المشتركين، تبلغ ايراداتها التشغيلية 5.21 مليارات دولار، كما اعلنت فيمبلكوم على موقعها الالكتروني. (الدولار يساوي 0.418 يورو)