رفض قاض عسكري أمس كافة التهم الموجهة الى الشاب الكندي عمر خضر الذي اعتقل في أفغانستان عام 2002 والمتهم بالانتماء الى تنظيم «القاعدة»، معتبرا ان القضية ليست من اختصاصه. وأعلن الكولونيل بيتر براونباك خلال جلسة استماع أمام محكمة عسكرية استثنائية أن «التهم مرفوضة»، وقال إن السلطات الأميركية لم تقدم أدلة على كون خضر «مقاتلا عدوا»، وهو الشرط الضروري لمثوله أمام هذه المحكمة. ووجهت الى عمر خضر تهم القتل ومحاولة القتل والتآمر ومساندة الإرهاب والتجسس. واتهم كذلك بقتل جندي أميركي بإلقاء قنبلة خلال اعتقاله في 2002 في أفغانستان حين كان عمره 15 عاما. وقد يشكل قرار رفض الاتهامات سابقة بالنسبة لمعتقلين آخرين في قاعدة غوانتانامو اعتقلوا في اطار «الحرب على الارهاب» التي تخوضها ادارة جورج بوش في العالم. وتعتبر الولاياتالمتحدة بموجب هذه الحرب أن من حقها ان تعتقل في غوانتانامو أي شخص تعتبره «مقاتلا عدوا» حتى نهاية هذه الحرب نظريا. أما عمر احمد خضر (20 عاما) الذي ولد في كندا نجل احمد سعيد خضر ممول «القاعدة» الذي قتل في وزيرستان الحدودية 2003، فهو متهم بقتل سرجنت أميركي بالقاء قنبلة لدى اعتقاله عام 2002 في افغانستان حين كان عمره 15 عاما. ومن جهتها قالت زينب الكندي المقيمة في تورنتو (كندا) في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط» إن «امل العائلة في الله سبحانه وتعالى كبير». وقالت انه «الدعاء.. الدعاء» مشيرة الى انها على قناعة ان هناك نورا في نهاية النفق المظلم. واضافت ان هناك كثيرا من المسلمين في كندا وغيرها يدعون لشقيقها الذي اعتقل وهو صبي صغير في افغانستان لا يتعدى ال 15 عاما. واوضحت ان امها كانت تتابع الاخبار عبر التلفزيون وصوتها مختنق بالعبرات، ولا تستطيع التحدث الى اجهزة الاعلام». وكان اول متهم يمثل امام محاكمة عسكرية في غوانتانامو هو الاسترالي ديفيد هيكس الملقب ب«طالبان الاسترالي» والذي حكم عليه في مارس (آذار) بالسجن تسعة اشهر بعدما اقر بتهمة دعم عمل إرهابي. وتم نقله في 20 مايو (أيار) الى استراليا ليمضي ما تبقى من مدة عقوبته. وأكد المتهمان، من خلال محاميهما، انه تم الاعتداء عليهما بالضرب وتهديدهما بالقتل وحرمانهما من النوم اثناء اعتقالهما، الأمر الذي تنفيه السلطات الأميركية. وقالت جنيفر داسكال من منظمة «هيومن رايتس ووتش»: «انها حقا علامة سوداء على مستوى المرجعية الأخلاقية للولايات المتحدة»، مشددة على ان أي دليل يتم انتزاعه «من خلال هذه الأساليب» لا يمكن الارتكاز اليه ابدا. وأضافت «ان الرأي العام يتوقع ان تقوم هذه المحاكم بمحاكمة أسوأ الإرهابيين»، لكن خضر الذي كان يبلغ من العمر خمسة عشرة عاما في افغانستان «لا يمكن ان ينطبق عليه وصف أسوأ الارهابيين». ومن جهته قال الكوماندر تشارلز سويفت، محامي سليم حمدان، لوكالة «اسوشييتيد برس» انه سيعترض على اجراءات المحاكم العسكرية. وتنفي الحكومة الاميركية المعلومات التي تفيد عن سوء معاملة المعتقلين المحتجزين في هذا المعتقل العسكري بجنوب شرق كوبا. وهي تعتقل غالبيتهم من دون توجيه اي تهمة لهم. وبحسب منظمات حقوق الانسان فان المعتقلين جميعهم إما ابرياء او اشخاص تقع عليهم مسؤولية بسيطة ووجدوا انفسهم في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ. لكن قضية خضر تثير انتباه هذه المنظمات بشكل خاص، نظرا لسنه عند اعتقاله، متهمة الحكومة الاميركية بانتهاك القوانين الدولية باتهام شخص بهذا العمر بالقتل. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، جي.دي غوردون «ان استخدام القاصرين في ساحة المعركة هو واقع مؤسف في مختلف انحاء العالم»، لكنه اضاف ان على خضر «ان يتحمل مسؤولية اعماله». واشار الى انه «نظرا لدور حمدان وخضر ونشاطاتهما المعادية للولايات المتحدة، فمن المنطقي ان يحالا امام المحكمة». وجلسة امس خصصت لابلاغ المتهمين بالتهم الموجهة اليهما. اما المحاكمة الفعلية فمقررة للصيف المقبل بموجب صيغة جديدة للمحاكم العسكرية الاستثنائية بدأ اعتمادها بعدما نقحت المحكمة العليا الاميركية العام الماضي صيغة سابقة لها وضعتها الحكومة الاميركية. وقالت منظمة العفو الدولية «ان معاملة عمر خضر خلال السنوات الخمس الماضية تشكل مثالا لاستخفاف الولاياتالمتحدة بالقانون الدولي في الحرب على الارهاب». وأضافت «ما لم تقدمه السلطات الاميركية امام محكمة مدنية، مع الاخذ في الاعتبار بشكل كامل عمره حين حدثت الافعال التي يتهم بها، فانه يتعين ترحيله الى كندا». وحتى لو تمت تبرئة معتقلين مثل حمدان وخضر، سيتم اعتبارهم «مقاتلين اعداء خارجين عن القانون» بالنسبة للولايات المتحدة. وأعاد انتحار سعودي معتقل في غوانتانامو الاربعاء، الجدل حول ظروف الاعتقال في هذا المعتقل الذي طالبت عدة دول بغلقه. وهي رابع حالة انتحار تسجل في غوانتانامو حيث نفذ العديد من المعتقلين اضرابات عن الطعام في الماضي. وقالت منظمة العفو الدولية «ان المعتقلين يغلب عليهم شعور باليأس».