.. وزويل قفش الفيمتوثانية.. ونظيف أنشأ القرية الذكية.. وعز أرسى أسس الاحتكار.. وحسام وإبراهيم حسن اخترعا.. الإخلاص.. وبييييييب بييييييب.. زمالك كنت قاعد مع واحد صاحبي قريب إلي نفسي.. بنتكلم ونفضفض وكل واحد فينا يندب شوية.. العيشة واللي عايشينها والعيال والمصاريف والالتزامات.. وما إلي ذلك من فعاليات العيشة... وإيه؟!... أيوه عليك نور... واللي عايشينها.. أنا زهقت وعايز أحس بالراحة شوية.. ده صاحبي اللي بيقول.. وحيث إنه لم يضف جديدًا فقد أومأت برأسي موافقا.. يا أخي الواحد بقاله في الدنيا دي أكتر من أربعين سنة.. وأكتر من نصهم شقا وتعب ووجع قلب وغيره «يعني.. قلب ورئتين وكبد و...و إلخ».. ولغاية دلوقت لسه مافيش راحة.. وللمرة الثانية لم ألحظ جديدا.. لذلك وللمرة الثانية برضه أومأت برأسي موافقا برضه «تقولشي قاعد في مجلس الشعب».. انفعل صاحبي.. إيه يا عم وأنا حاكلم نفسي؟! نفثت دخان سيجارتي بعيدا عن وجهه لأنه مابيحبش ريحة الدخان.. تخيل !! وقبل أن أحاول الخروج من شبورة الغم مصطحبا صديقي.. استوطنت ملامح الجدية الشديدة وجهه.. واستمر صديقي في كلامه.. أنا فيه حاجه واحدة كان نفسي أخلص منها اليومين دول.. ونظر في عيني منتظرا سؤالي عن هذه الحاجة.. ولكنني وبإلهام من عند ربنا.. تشاغلت بالنظر لرماد طرف سيجارتي وهو يوشك أن يقع علي بنطلوني.. ولم أسأله.. فاستطرد صاحبي... كان نفسي أبني مدفن صغير كده ومحندق !!!... وهنا كنت قد فقدت أعصابي كلية.. يانهار اسود.. مدفن !! بقي أنت قاعد بقالك ساعة تأتت في اللي خلفوني.. ومنزل ستاير الغم والنكد عشان في الآخر تقفلها بالمدفن؟!! ماتيجي تعزمني علي كوبايتين سم ولا إزازة مية نار أحسن...وحاولت أن أهدأ وأبعد عن سكة المدافن.. وأقفل أم صفحة الوفيات دي.. وسألته مالك يا عم فيه إيه؟ مدفن إيه اللي بتفكر فيه وعشان إيه؟ أنت ناوي قريب ولا إيه؟.. لا والله عشان العيال يبقوا ييجوا يزوروني..!! يا دي الغم والنكد يا عم وحد الله.. أنت ماسمعتش عمنا صلاح جاهين بيقول إيه.. «أوصيك يا ابني بالقمر والزهور.. أوصيك بليل القاهرة المسحور.. وإن جيت في بالك اشتري... عقد فل لأي سمرا وقبري...إوعك تزور.. وعجبي»... عقد فل لأي سمرا مش مدفن ياباشا.. ماتروق شوية هو إحنا حنقضيها كلها كده؟ ما فيش أي حاجه تفرح؟ مافيش حاجة بيضا نتكلم فيها.. وقبل أن يذهب بعيدا بأفكاره.. لحقته بالإجابة.. الزمالك يا باشا.. كفاية قوي علينا إننا زملكاوية وعندنا اتنين زي حسام وإبراهيم حسن.. لو عشت معاهم وتابعت شغلهم حتحس أن الدنيا لسه بخير.. ولسه فيه أمل أن كل حاجه... باقولك كل حاجه.. هكذا أكدت.. ممكن تتصلح وتبقي كويسة وجميلة.. أصل يا باشمهندس الزمالك زي مصر.. مشاكله كتيييييير.. وتاريخه عظييييم.. واللي بيحبوه ملايين.. وكل اللي كان محتاجه ناس مخلصين.. مخلصين مش مغرضين مابيفكروش إلا في مصلحة الكيان الكبير ده وبس.. والناس دول يا أستاذ هم حسام وإبراهيم.. وهم علي ما أظن أصحاب براءة اختراع الإخلاااااااااص.. ولم أنتظر تعقيبا وأردفت.. مش أديسون اخترع المصباح الكهربائي.. ويوسف بطرس غالي بيبدع في الضرايب.. ونيوتن الجاذبية.. وأحمد عز الاحتكار.. وزويل الفيمتو ثانية.. وسرور اخترع موافقونموافقة؟!.... حسام وإبراهيم حسن.. هم بقي اللي اخترعوا الإخلاص.. والنتيجة قدامك.. انتصارات متوالية بشكل لم نره منذ زمن بعيد.. وفرحة لم نشعر بها في أي مجال ولا في أي حاجة.. يا راجل إحنا بقينا مع الدول المتقدمة.. أقصد الفرق المتقدمة في جدول الدوري لأول مرة منذ خمس سنين عجاف.... ولو الناس دي فيه زيهم في أي مجال أو أي قطاع..أستطيع أن أؤكد لك أن مصر برضه حتبقي في أول جدول دوري الدول المتقدمة.. وبدأ جو القعدة يصطبغ بلون الفرحة الزملكاوية البيضاء ونحن نسترجع أحداث موقعة زمالكنا الحبيب الأخيرة أمام بتروجت ثم الطلائع.. والانتصار الساحق الماحق وبأهداف زملكاوية حصريا.... المسألة يا عزيزي مش كورة بس.. لأ دي منظومة إخلاص متكاملة الأبعاد.. جمهور وجهاز فني ولاعبون هناك في هذه الساحة الخضراء...... هو الماتش بتاعنا مع الأهلي إمتي؟ سألني صديقي.. يوم 19 الشهر الجاي وحنروح الاستاد.. وأخذت أعشمه بفرحتنا المنتظرة إنشاء الله بعد المكسب.. وكيف إننا ننسي الدنيا وما فيها ونحن وسط الإخوة والأحباب الزملكاوية.. ومع الأهازيج الرائعة للألتراس الزملكاوي... وانتصار الزمالك هو انتصار الخير والجمال طبعا.. ما يحدث يا أخي هو تكريس لقيمة الإخلاص.. وإعلاء لمبدأ التفاني في العمل.. وهذا يا صديقي هو جانب الإشراق والفرحة في الموضوع الحياتي.. حتي لو كان في الكورة بس عادي جدا.. بالذمة كده وعلي هذا المستوي يبقي عندك أي مشاكل؟؟.. حسام حسن وإبراهيم حسن والإخلاص عندنا.... الزمالك وبيكسب.. ويوسف بطرس أهو ناسينا شوية.... الأهلي وفي النازل.. أزمة الأنابيب بدأت تتحل.. الماتش وحنشوفه بإذن الله وحنكسب.. فيلم الإنفلوانزا بأنواعها خلص الحمد لله.. والأمصال اتصرفت والسبايب مشيت.. ومية النيل رغم المشاكل مع إثيوبيا لسه بتجري عندنا.. وبقالنا دلوقت فترة معقولة بعد آخر سيل.. مافيش كوارث حصلت.. ولا قطارات ولعت.. ولا عبارات غرقت.. ولا حرايق تأججت ولا صخور وقعت.. بسم الله ماشاء الله.. الله أكبر..والعيشة أهي ماشية ومستورة ومتعشية وخلاص.. ولازم تعرف أن زي اليوم الحلو ما بيعدي.. اليوم الوحش بيعدي برضه... عايز إيه تاني؟ ده حتي أكتر من كده يا أخي يبقي افترا... ومع نغمات فريدة وأطرشيه انبعثت في أجواء المكان.. وكانت ويا لحسن الطالع أغنية... «ياعوازل فلفلوا».. رمينا كل الهموم واستبعدنا جميع عناصر النكد.. ونحينا جانبا مسببات الغم.. وطفينا التليفزيون وقفلنا الجرايد.. ثم تعاطينا كميه من الصمت.. ومارسنا بعض التأمل.. وتواصل كل منا مع فنجان من القهوة المحوجة.. من بن مصر كافيه.. صنع في مصر.. يا عيني علي المزاج لما بيتعمل في مصر.. يا سلام.. استطعمت آخر رشفه.. من فنجاني وتأكدت أنه بكل أسف وأسي خلاص انتهي.. ووضعته بالاحترام المناسب علي المكتب.. وشربت آخر نفس من السيجارة وأطفأتها بكل تقدير وعرفان بتضحيتها المقدسة.. ولم أتمالك نفسي من علو المزاج وظبطة الدماغ.. وأثيرية الإحساس.. وهتفت... الله عليكي يامصر...... كافيه.