"النشوة المحيطة بالتخلص من نظام حسني مبارك قبل عام أدت إلى توقعات غير واقعية من جانب التقدميين الليبراليين. في حين يتوقعوا طريقا وعرا، يبدو أنهم مقتنعين بأن التحول السياسي من شأنه أن يكفل نظام حكم تعددي كنتيجة حتمية لتغيير النظام" هذا ما قاله ميشيل بيل السفير الكندي الأسبق لدى مصر و دول عربية أخرى في مقالا له نشرته صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية، عن الوضع الحالي في مصر بعد صعود الإسلاميين إلى السلطة. قال بيل إن الإصلاحيين اللبيراليين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في إقامة نظام ديمقراطي تعددي، رغم دورهم الكبير في الثورة. فكانوا يرغبون في تحويل بلدهم إلى هذا النوع من الديمقراطية التي تشبه الغرب، حيث يصبح المستبعدين شركاء في المجتمع المدنين وعلق بالقول "كان هذاهدف نبيل ولكنه واجه التقاليد السياسية والاجتماعية، حيث فن التسوية السياسية لا يزال بدائيا، إن لم يكن غريب بالنسبة للأغلبية".
واعتبر أن نجاح الإخوان المسلمون والسلفيين يوضح فشلا لأنظمة الاستبدادية العلمانية القومية في ملئ الفراغ في حياة المصريين؛ حيث أن أغلبية الشعب يرون أن الإسلاميين يقدمون طريقا إلى القدرة على العدالة والثقة تقودها قناعة أيديولوجية. وبالتالي ميراث الاستبداد الحديث يجتمع بشكل جيد مع اليقين من القناعة الأيديولوجية.
ورأى أنه "من المثير للسخرية، ولكنه مرحب به، أن الجيش الذي تنامى بعد انقلاب 1952 ضدالنظام الملكي قد أصبح الضامن للعب النظيف"، واعتبر أن هذا قد يكون سيئ بالنسبة لمرسي. فإنه لا يستطيع أن يملي على الجيش وبدلا من ذلك، لا بد له من إقامة تسوية مؤقتة معه. الجيش يحدد الكيفية التي يمكن بها الخروج من أي مأزق سياسي، وأشار إلى دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي "جميع قطاعات" المجتمع لبحث الأزمة.
ويرى بيل أن الرئيس وجماعته غيرعاجزين، فهم يمكنهم الحشد في الشارع، بل يمكنهم أن يحرضوا على الاضطرابات، فهم على مدى عقود، كانوا المعارضة الوحيدة الفعالة والمنظمة. ونجحوا في تأسيس جذور مجتمعية عميقة من خلال خدمات الإغاثة والخدمات الطبية والمرافق التعليمية، وذكر الكاتب عبارة الفيلسوف السياسي فرانتز فانون أنهم يرون أنفسهم "المعذبون في الأرض"، وعلق بالقول "عندما وصلت أول مرة مصر عام 1994، كنت معجب بشدة من قدرة الإخوان للحصول على المساعدات والإغاثة لضحايا الكوارث قبل الحكومة نفسها".