بعنوان «العاصفة التى تأتى بعد الهدوء»، قالت صحيفة «معاريف» العبرية إنه بعد عملية «عمود سحاب»، التى قامت بها تل أبيب فى قطاع غزة مخلفة وراءها مئات الشهداء والمصابين، يخضع الرئيس المصرى محمد مرسى لاختبار؛ حيث عاد الآلاف إلى ميدان التحرير احتجاجا على قراراته، ويبقى السؤال إلى أين تخطو مصر؟ وقالت «إذا كان مرسى قد توقع الراحة أو التمتع بعدة أيام من المجد، بعد أن ظهر كشخصية مركزية فى مساعى الوساطة بين حماس وإسرائيل، فإن هذا كان خطأ؛ ففى الأسابيع الأخيرة تحولت مصر إلى برميل بارود قابل للانفجار فى أى لحظة، فعلى مدار سبعة أيام تجرى مظاهرات عنيفة فى شارع محمد محمود ضد الرئيس والنظام الحاكم.
وأضافت «عاد المتظاهرون إلى ميدان التحرير، وعبروا هذه المرة عن احتجاجاتهم ضد الإجراءات الأخيرة لمرسى، التى تتعلق بالحصول على صلاحيات إضافية لصالح مؤسسة الرئاسة وتحولها إلى الكيان الأقوى فى القاهرة بلا جدال، كما عبروا عن احتجاجاتهم ضد ما يحدث للسلطة القضائية، وإقالة النائب العام عبد المجيد محمود، وضد لجنة صياغة الدستور المكونة من أعضاء إسلاميين.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه من الواضح أن حالة الإحباط وخيبة الأمل من نظام حكم الإخوان المسلمين شديدة، فما الحال إذا كان مرسى قد تم انتخابه بأغلبية 52% مقابل 48% للمرشح السابق أحمد شفيق، لقد أصبحت مصر مركزية أكثر مما كانت عليه قبل عامين وأكثر دينية من الماضى، اليوم وتحت نظام حكم الإخوان يشعر السلفيون بحرية أكبر للتحدث علانية عن الضرورة لنسف الأهرام وأبى الهول.
وغنى عن القول أن نذكر أن السلفيين وكثيرا من الإخوان كانوا يريدون رؤية مصر كدولة شريعة.
فى المقابل -أضافت الصحيفة العبرية- فإن جماهير المتظاهرين الذين توافدوا أمس على ميدان التحرير لا يريدون رؤية مرسى كمبارك جديد، وجزء منهم لا يريد أن تتحول مصر إلى دولة حكم دينى، لهذا فهم مستعدون لرفع أصواتهم احتجاجا ضد الديكتاتورية التى يظهرها الرئيس ملاسى أمام أعينهم.
واختتمت تقريرها بالقول إنه فى الأيام المقبلة سيتم اختبار قيادة مرسى سواء بين صفوف ناخبيه وشعبه أو من المجتمع الدولى، عندما يترأس جدول الأعمال المصرى السؤال القديم، إلى أين تتجه أرض النيل؟