معاريف تستشهد ب«التحرير» وتورد صور لمساحاتها البيضاء احتجاجا عل تعيينات الصحف الحكومية
هاآرتس: ما يحدث إحتلال للإعلام..ومعركة الإخوان الاولى لتشكيل الخطاب الشعبي والجماهيري
بعنوان«الاحتجاج غير المكتوب ضد الإخوان المسلمين»، عقبت صحيفة معاريف العبرية في تقرير لها اليوم على قيام كتاب وصحفيين مصريين بترك مساحات خالية بديلا عن مقالاتهم الصحفية احتجاجا على تعيين جماعة الإخوان المسلمين رؤساء تحرير جدد للصحف الحكومية. وعلى سبيل الاستشهاد، اقتصرت الصحيفة في تقريرها على إلحاقه بصور لبعض صحفات «التحرير» التي احتوت على أعمدة خالية، مستشهدة بعمودين تركا خاليين للزميل إبراهيم منصور ووائل عبد الفتاح.
معاريف أضافت أن كتابا وصحفيين ليبراليين قاموا بترك مساحات خالية محل مقالاتهم احتجاجا على محاولة الإخوان السيطرة على الإعلام، لافتة إلى ان الأعمدة تركت خالية وبيضاء وعناوينها حملت الجمل التالية «لا لقمع الحريات» و «لا لسيطرة الأخوان على الإعلام»، واصفة الامر ب«الخطوة النادرة من نوعها».
وذكرت الصحيفة أن لجنة الإعلام بمجلس الشورى التي يسيطر عليها الأحزاب الإسلامية قامت بتعيين رؤساء تحرير للصحف الحكومية الأهرام والجمهورية والأخبار وكذلك لملاحق ومجلات أخرى تابعة للدولة، لافتة في تقريرها إلى أن الصحفيين والكتاب الليبراليين المعترضين على الخطوة يؤكدون أن مواقف كل رؤساء التحرير الجدد متقاربة مع الإخوان.
وأشارت إلى أن هؤلاء الكتاب والصحفيين يرون في الامر إضرارا ومساسا بالثورة المصرية والديمقراطية ببلاد النيل، لافتة في تقريرها إلى أن المساحات والأعمدة البيضاء الخالية ظهرت في صحف خاصة هي «اليوم السابع» و«المصري اليوم» و«الوطن» و«التحرير»، مضيفة أن أصحاب تلك الأعمدة من الكتاب والصحفيين معروفين بتوجههم اللليبرالي والعلماني.
وذكرت أن هناك حادثا عنيفا تزامن مع احتجاجات الكتاب الليبراليين في مصر، حيث نظمت مظاهرة ضخمة ضمت حوالي 3000 شخص من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين بجانب مدينة الإنتاج الإعلامي اعتراضا على التحريض ضد الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان التي ينتمي لها، لافتة إلى أن المتظاهرين هاجموا خالد صلاح رئيس تحير صحيفة اليوم السابع، وقاموا بالاعتداء عليه وعلى سيارته.
وبعنوان «احتلال الإعلام»، قالت صحيفة هاآرتس العبرية في تقرير لها أمس إن الرئيس المصري محمد مرسي قام بتعيين 53 رئيس تحرير جديدا، ما أدى إلى احتجاج آلاف الصحفيين ضد القرار، والذين رأوا في الأمر محاولة من الإخوان للسيطرة على إحدى مراكز القوى الجديدة.
وقالت الصحيفة العبرية إن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر قام بتأميم الصحف في فترة الستينيات؛ كجزء من حملته لتشكيل الخطاب الشعبي وفرض إملاءاته عليه، علاوة على تحديد ما هو مسموح للجماهير بأن تعرفه، لافتة في تقرير ها أمس إلى أن خليفته الرئيس السادات قام بنفس الخطوة لكنه سمح في الوقت نفسه بإصدار صحف حزبية.
وأضافت هاآرتس «الثورة وضعت الصحف الحكومية أمام معضلة كبرى؛ فخلال الأسبوعيين الأوليين للثورة استمرت تلك الصحف في اتباع نفس الخط الرسمي الذي يصف المتظاهرين بمنتهكين للقانون، وبلطجية، وعصابات هدفها إسقاط الدولة، وما إن سقط مبارك، حتى تغير الخط الإعلامي، وبدأت صورة الضحايا تظهر في الصفحات الأولى، وبدأت تظهر قضايا الفساد المتعلقة بمبارك وعائلته في عناوين الصحف الحكومية».
وختمت تقريرها بالقول إن تعيين رؤساء تحرير جدد بتلك الصحف ليس إلا بداية معركة الإخوان لتشكيل الخطاب الشعبي؛ موضحة أن «الإعلام المصري، والذي يهتم به الإخوان كثيرا، تحول إلى عامل مسيطر فى تحديد الأجندة الشعبية والرأي العام الجماهيري، ويمكن الآن للقنوات الفضائية أن تؤدي لإتخاذ قرارات سياسية، كما أن الصراع على الصحف الحكومية له أهمية في تشكيل النخبة المثقفة المصرية».
وذكرت أنه خلال فترة مبارك ومن سبقه من رؤساء كانت لتلك النخبة دورا مركزيا؛ هو دعم النظام، ما يمكن رئيس الجمكهورية من إدعاء الشرعية لنظامه.