«رجل الإخوان المسلمين يحصل على سلطة أكبر من سلطة مبارك».. هكذا استهلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية افتتاحيتها بعنوان «انقلاب مصر الإسلامى». وتابعت الصحيفة بقولها إن الثورة المصرية سلكت طريقا سيئا آخر يوم الخميس، عندما منح الرئيس محمد مرسى نفسه سلطات ديكتاتورية تتعلق بالهيئات التشريعية والمحاكم.
«وول ستريت جورنال» أضافت أن العالم كان يخشى من أن يؤيد الإخوان المسلمين رجل واحد، صوت واحد، واصفة انقلاب مرسى ب«النذير الشؤم».
وعلقت الصحيفة الأمريكية على خطاب مرسى يوم الجمعة ب«يقول مرسى إن إملاءاته ستستمر فقط حتى تنتهى عملية صياغة الدستور الجديد، وهو ما يقوله المستبدون دائما». مضيفة: «يدّعون أن هذه الخطوة ضرورية فى الطريق إلى الديمقراطية، لكن تلك الديمقراطية لا تصل أبدا». متابعةً أن «مرسى يفكر فى وجوب حصوله على هذه السلطة لحماية الثورة، وكأن المتظاهرين أرادوا مباركا آخر بلحية وسجادة صلاة».
وتابعت «وول ستريت جورنال» أنه يُؤسَف للعنف فى مظاهرات الجمعة، مستطردة أن الاحتجاجات ربما تكون الطريقة الوحيدة أمام المصريين لمنع الإخوان من أن يصبحوا ديكتاتوريين جددا.
وأضافت الصحيفة أن الإخوان لا يسيطرون على الجيش أو على وزارة الداخلية، لكن لن يهم أى منهما للدفاع من أجل دولة مصرية أكثر ليبرالية. متابعة أن هدف الجيش الأساسى هو حماية دوره فى الحكم ومصالحه الاقتصادية، وهو ما توفره مسودة دستور الإخوان حيث تنأى بالجيش بعيدا عن الرقابة المدنية.
مضيفة: «ما دام مرسى لا يعترض تلك المصالح، فسيسمح له الجيش والشرطة بالسيطرة على المحاكم والإعلام والهيئات التشريعية». واصفة ذلك ب«وصفة لحكم على غرار باكستان» حيث يعتبر الجيش والأجهزة الاستخباراتية سلطات مستقلة.
وتابعت الصحيفة أن الخاسرين الفوريين هم الليبراليون والصحفيون الغربيون. مستطردة أنه بصرف النظر عما ينويه مرسى، لن يكون النموذج الباكستانى وصفة لمصر أكثر استقرارا.
وأضافت أن انقلاب مرسى يعتبر موقفا محرجا لإدارة أوباما التى كانت تمتدحه فى وسائل الإعلام لدوره فى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. متابعة أن مرسى ربما فسر أن كل هذا المدح يسهّل له انتزاع مزيد من السلطة.
وأخيرا قالت الصحيفة إنه على أوباما إدانة هذه السيطرة على السلطة. مضيفة: «نأمل أن يكون لديه بعض النفوذ مع أولئك الذين يريدون الحفاظ على علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة. إذا أصبحت (الإخوان المسلمون) مبارك الإسلامى، ستكون صفعة للمصالح الأمريكية ودليلا آخر على أن الشرق الأوسط ينزلق بعيدا عن النفوذ الأمريكى».