أكد المخرج الفلسطيني أقصد من عرب فلسطين «إسكندر قبطي» أنه لا يمثل إسرائيل بفيلمه «عجمي» لأنها دولة عنصرية لا يشرفه أن ينتسب لها وعلي هذا طالبوا في إسرائيل بسحب الجنسية الإسرائيلية منه.. كان الفيلم واحداً من خمسة أفلام مرشحة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي مقصود بها غير ناطقة بالإنجليزية والتي فاز فيها الفيلم الأرجنتيني «السر في عيونهم».. كنت قد شاهدت فيلم «عجمي» في قسم «أسبوعي المخرجين» حيث عرض بمهرجان «كان» الأخير.. الفيلم من الناحية الشرعية إسرائيلي الجنسية حيث إن صندوق الدعم الإسرائيلي مشارك في إنتاجه كما أن المخرج الإسرائيلي اليهودي «يارون شيني» شارك في إخراج الفيلم مع «إسكندر قبطي».. الفيلم يتناول مجتمعًا عربيًا فلسطينيًا داخل إسرائيل في حي يدعي «عجمي» يقع في «يافا» تختلط في هذا الحي الأديان الثلاثة والأعراق ومن البديهي أن تتعدد في هذا الحي الجرائم التي نراها من هؤلاء الفقراء، وجزء كبير منهم تسلل إلي إسرائيل بدون الحصول علي تأشيرة.. اللغة العربية تسيطر علي حوار الفيلم لتمنحه واقعية فالشخصيات تحمل مقوماتها بكل طقوسها الشكلية والحركية والثقافية.. الفيلم يرصد واقعاً داخلياً أبطاله عرب رغم أن جنسيته إسرائيلية ولم أشعر فيه بإدانة للشخصية العربية بقدر ما كان الهدف هو عرض الحالة التي تعيشها الشخصيات بدرجة عالية من الصدق والإبداع.. كان موقفاً جريئاً ولا شك من «إسكندر قبطي» أن يعلن أنه لا يمثل إسرائيل وردت عليه وزيرة الثقافة الإسرائيلية «ليمور ليفنات» بأن «إسكندر» لم يكن يستطيع تحقيق هذا الفيلم لولا مساعدة وزارة الثقافة الإسرائيلية، كلامها بالطبع صحيح ولكنها تأخذ جزءاً واحداً فقط من الحقيقة وهي أن هذا المخرج ولد داخل حدود إسرائيل من أب وأم عرب يدفعون الضرائب وهؤلاء يحصلون علي تمويل لأفلامهم من إسرائيل باعتبارهم مواطنين ويبقي الفيصل هنا هل المخرج يقدم فيلمه إرضاءً لإسرائيل أم تعبيراً عن قناعته الشخصية. داخل الأراضي الفلسطينية التي صارت دولة إسرائيلية بعض الفلسطينيين حوالي 2 مليون رفضوا أن يصبحوا جزءاً من إسرائيل متمسكين بهويتهم العربية، صحيح أنهم مضطرون لكي يحملوا جواز سفر إسرائيليًا لكن فلسطين لا تزال تسكنهم.. إسرائيل دولة قاسية جداً في التعامل مع من ينتقدها من الخارج. «مارلون براندو» مثلاً اضطر قبل رحيله عن الحياة أن يعتذر عن انتقاده لتجاوزات إسرائيل ضد فلسطين.. أيضاً «جيمي كارتر» الرئيس الأمريكي الأسبق دفعته الضغوط الإسرائيلية مؤخراً لكي يعتذر عن هجوم سابق عليهم.. المخرج العربي الفلسطيني «إسكندر قبطي» رفض أن يصح ممثلاً لإسرائيل في الأوسكار وهو موقف يجعلنا نقدره لا أن نعايره.. «إسكندر قبطي»، «إيليا سليمان»، «محمد بكري»، «ميشيل خليفي» مخرجون فلسطينيون عرب يناضلون في دولة لا تعترف بالديمقراطية إلا فقط مع اليهود ما عدا ذلك فإنها دولة عنصرية ويدفع عرب فلسطين دائماً الثمن مضاعفاً!!