مسابقة الأوسكار للأفلام الأمريكية عملياً، ولكنها رسمياً لكل الأفلام الناطقة بالإنجليزية، حتى لو كان الفيلم من الإنتاج المصرى أو اليابانى أو من إنتاج أى دولة فى العالم. وهناك جائزة واحدة لأحسن فيلم أجنبى، والمقصود بالأجنبى هنا أن يكون غير ناطق بالإنجليزية، وهى بدورها جائزة واحدة رسمياً، ولكن القواعد تسمح عملياً للناخبين بأن يرشحوا فيلماً أجنبياً لجائزة أو جوائز أخرى فى الوقت نفسه. أما بالنسبة لمسابقات الأفلام التسجيلية الطويلة، والأفلام القصيرة من الأجناس الثلاثة «روائى - تسجيلى - تحريك» فهى عملياً ورسمياً مسابقات دولية مفتوحة لكل الأفلام من كل الجنسيات وكل اللغات. وقد كانت المفاجأة الحقيقية، وربما الوحيدة فى جوائز أوسكار هذا العام، فوز الفيلم الأرجنتينى «السر فى عيونهم» إخراج وسيناريو ومونتاج خوان جوزيه كامبانيللا الذى عرض لأول مرة فى مهرجان تورونتو، فقد فاز متفوقاً على الفيلم الألمانى «الشريط الأبيض» إخراج مايكل هانكى الذى فاز بالسعفة الذهبية فى مهرجان كان، والفيلم الفرنسى «نبى» إخراج جان أوديارد الذى فاز بالجائزة الكبرى فى المهرجان نفسه، وفيلم بيرو المشترك مع إسبانيا «حليب الأسى» إخراج كلوديا ليوسا الذى فاز بالدب الذهبى فى مهرجان برلين، والفيلم الإسرائيلى «عجمى» إخراج يارون شانى وإسكندر كوبتى، الذى عُرض فى ختام برنامج نصف شهر المخرجين فى كان. هذا هو ثالث فيلم إسرائيلى يرشح لأوسكار أحسن فيلم أجنبى خلال أربع سنوات بعد «القلعة» 2007، و«ارقص مع بشير» 2008، وكلاهما عن غزو لبنان عام 1982، وضد هذا الغزو، وقبل الموضوع والموقف السياسى، هناك المستوى الفنى الرفيع للأول كفيلم روائى والثانى كفيلم تحريك. ولكن «عجمى» ذا المستوى الفنى العادى، يجمع لأول مرة بين مخرجين إسرائيليين من يهود إسرائيل وعرب إسرائيل، ولهذا السبب كان اختياره فى برنامج المخرجين فى كان، وحصوله على أصوات أعضاء الأكاديمية الأمريكية التى تنظم مسابقة الأوسكار المؤهلة لترشيحه، ووراء ذلك رغبة أغلب سكان العالم فى تحقيق السلام فى فلسطين بعد مرور 60 سنة على صراع لم يهدأ يوماً، وطال أمده على نحو غير معهود فى التاريخ الحديث على الأقل. ويعبر الفيلم عن الأرقام الإسرائيلية التى تقول إن العرب 20 فى المائة من سكان إسرائيل ولكنهم 60 فى المائة من المجرمين فيها. وقد رفض المخرج الفلسطينى كوبتى حضور حفل الأوسكار احتجاجاً على اعتبار الفيلم يمثل إسرائيل فقط، ولكنه يمثل إسرائيل فقط فعلاً! [email protected]
