سيطرت حالة من الاحتقان والتوتر علي الاوضاع في لبنان أمس حيث وقع إطلاق نار كثيف واشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية في منطقة الطريق الجديدة غرب بيروت ذات الاغلبية السنية، وذلك بعد يوم من تشييع جثمان اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في جهاز الامن الداخلي الذي قتل في تفجير استهدف سيارته في بيروت يوم الجمعة. وقالت مصادر أمنية ان شخصين قتلا وأصيب العشرات في الاشتباكات مما دعا الجيش اللبناني الي اصدار بيان يحذر فيه من انزلاق البلاد الي الفوضي. ودعا الجيش الزعماء السياسيين لتوخي الحذر في التعبير عن مواقفهم وآرائهم مضيفا أنه سيتخذ اجراءات حاسمة للحيلولة دون وقوع فوضي في المناطق شديدة التوتر. وجاء بيان الجيش بعد تقارير ذكرت ان مجموعات مسلحة "تؤكد انها تعمل تحت غطاء تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، أبرز أركان المعارضة، تقوم بقطع طرق غرب بيروت. وقال شهود عيان إن رجالا مسلحين يرتدون اقنعة يقطعون الطرق بإطارات السيارات وحاويات النفايات ويمنعون السيارات من المرور. وتوجهت قوات الجيش اللبناني الي المنطقة لفتح الطرق مما ادي الي تبادل لاطلاق النار. من جهته، وجه سعد الحريري نداء إلي أنصاره بالانسحاب من الشوارع، رافضا استخدام العنف. واكد ان تيار المستقبل يريد اسقاط الحكومة بطريقة سلمية. وفي طرابلس شمال لبنان، استمرت الاشتباكات بين منطقتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية وباب التبانة ذات الغالبية السنية، مما ادي الي مقتل طفلة واصابة 19 كما قتل شخص في تبادل لاطلاق النار في منطقة وادي زينه شمال صيدا. وفي غضون ذلك، أكد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وممثل السكرتير العام للامم المتحدة في بيروت دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي في لبنان، وذلك بعد لقائهم برئيس الجمهورية ميشال سليمان. من جهة اخري، تم تعين العقيد عماد عثمان رئيسا لفرع المعلومات في قوي الامن الداخلي اللبنانية خلفا للواء وسام الحسن الذي قتل الجمعة في انفجار سيارة ملغومة في شرق بيروت. وفي وقت سابق، اتفقت وزيرة وزارة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي علي قيام واشنطن بتقديم مساعدة في التحقيق الذي تجريه الحكومة لمعرفة المتورطين في تفجير سيارة اللواء الحسن.