على الرغم من أن اللقاءين اللذين عقدهما رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل مع القوى السياسية والأحزاب، ثم رجال الأعمال، كانا لأهداف مختلفة، فإن الموضوع الذى كان مسيطرًا على اللقاءين هو «إلغاء الدعم». قنديل، عقد لقاءه الثانى في الحوار المجتمعي أمس بمقر مجلس الوزراء مع ممثلي القوى السياسية والأحزاب، بينما تغيب كمال الجنزورى رئيس الوزراء السابق.
اللقاء الثانى عقده قنديل مع رجال الأعمال ممثلى جمعيات ومنظمات رجال الأعمال والمستثمرين ورجال البنوك، حيث حضر قنديل بداية الاجتماع، وألقى كلمة ثم انصرف وترك الاجتماع، وهو الأمر الذى أثار غضب رجال الأعمال، واعترض جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات، حينها وكذلك أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية، وأعلنوا استياءهم من كون قنديل تركهم دون الاستماع إليهم.
موضوع الدعم كان فى مقدمة الموضوعات المطروحة فى اللقاءين، حيث أجمعوا على عدم إلغاء الدعم فى لقاء القوى السياسية، وتركز النقاش على كيفية إعادة هيكلة الدعم وإيصاله إلى مستحقيه، وأجمع الكل على عدم إلغاء دعم رغيف الخبز، وتم النقاش حول توزيع أنابيب البوتاجاز بالكوبونات أو الكروت الذكية التى تعلن الحكومة عن دراستها.
وفى كلمته التى ألقاها هشام قنديل فى بداية لقاء الحوار المجتمعى، قال قنديل إن الهدف من تلك الجلسات هو أن تكون الخطة التى سيتم إقرارها هى خطة الشعب لا خطة الحكومة، متحدثًا عن التحديات التى تواجه مصر. وقال إننا نجحنا فى إزالة النظام البائد فى 18 يومًا، وهذه معجزة، ولكن أمامنا تحديات مالية واقتصادية كبيرة بالإضافة إلى الموارد الطبيعية.. واستكمل قائلا.. مَن يصدق أن دولة مثل مصر لديها تعاقدات لتصدير الغاز، لكن هناك عجزًا فى الغاز لمحطات الكهرباء والتنمية الصناعية المرجوة، وبالتالى نتحدث عن استيراد الغاز، فإذا كانت الموارد الطبيعية موجودة، فهناك إساءة في إدارتها.
قنديل قال إن نسبة الأمية مرتفعة جدًا، ونسبة التسرب من المدارس فى ثالثة ابتدائى نحو 30%، مشيرًا إلى تدنى الخدمات، سواء التعليم أو الصحة أو المياه أو الصرف الصحى، موضحًا أنها ليست على المستوى المرجو، بالإضافة إلى التحديات الإقليمية، حيث تدنى بشكل كبير دور مصر الإقليمى فى منطقتنا العربية، وفى البعد الإفريقى والبعد الدولي.
في لقاء رجال الأعمال والبنوك شارك 40 شخصية، هم ممثلو جمعيات ومنظمات رجال الأعمال والمستثمرون ورجال بنوك، وهم نفس الرؤساء بنفس المنظمات وغالبيتهم نفس الوجوه التى كانت تمثّل قبل الثورة وبعدها فى اللقاءات الممثلة لرجال الأعمال بصفتهم رؤساء تلك الجمعيات والمنظمات، ومن بينهم جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات، ومحمد فريد خميس رئيس اتحاد المستثمرين، ومحرم هلال رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان، وحسن راتب عضو شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات، والاستثناء الوحيد هو مشاركة حسن مالك رجل الأعمال الإخواني.
رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات عرض دراسة لالغاء الدعم بشكل تدريجى على 8 مراحل متضمنا سبل لتعويض الفئات التى تستحق الدعم بنظم مثل توزيع أنابيب البوتاجاز على البطاقات التموينية وتوزيع البنزين بالكروت الذكية للمستحقين مؤكدًا أن سياسة خفض الدعم بالتأكيد سيكون لها سلبيات وثغرات، والمهم أن يتم البدء.
وشهد اللقاء خلافًا في الآراء حول فرض الضرائب التصاعدية، حيث كان من المؤيدين رجل الأعمال محمد فريد خميس، بينما اعترض الغالبية وبرروا اعتراضاتهم بأن تطبيق الضرائب التصاعدية سوف يعيد فتح أبواب الفساد والتهرب لعدم سداد الضرائب.