قالت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية: إن الدكتور محمد البرادعي -المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية- قد لمس وترا حساسا لدي المصريين خاصة الشباب بسبب إصراره علي أن غياب الديمقراطية في مصر هو السبب الرئيسي لكثير من العلل الاجتماعية والإخفاقات السياسة. ونقلت المجلة عن عبد الرحمن يوسف -منسق حملة ترشيح البرادعي للرئاسة- قوله: إنه «بعد مرور 40 عاما علي بقائهم بمعزل عن السياسة، فالمصريون بحاجة لمحفز؛ شخص يربطون به آمالهم ويربطونها بفكرة من أجل التغيير». وأشارت المجلة إلي أنه من حسن حظ البرادعي أنه ظهر في توقيت مناسب للغاية، ليس فقط لأن المصريين قد سئموا من الحزب الذي حكمهم لعقود طويلة بلا انقطاع، ولكن أيضا لسياسات ذلك الحزب التي جعلت اللعبة السياسية مقيدة للغاية ومحصورة في أحزاب معارضة موالية للنظام وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة رسميا والتي يستخدمها النظام كأداة لتخويف الدول الغربية للاستمرار في دعم الرئيس وحكومته التي أصابتها الشيخوخة. وأضافت «الإيكونوميست» أن البرادعي قد حالفه الحظ كذلك بوجود صحافة حرة نسبيا مكنته من التغلب علي الغمز واللمز الذي وجهته له الصحف القومية، حيث وفرت الصحف المستقلة والقنوات التليفزيونية المستقلة منبراً مناسباً للوافد الجديد. كما أبرزت المجلة البريطانية أن عشرات المثقفين البارزين أعلنوا تأييدهم للبرادعي الذي أعلن استعداده لتحدي الرئيس حسني مبارك «81 عاما»، أو غيره من مرشحي الحزب الوطني الحاكم في انتخابات نزيهة وعادلة، كما أن مجموعة تأييد له علي موقع «فيس بوك» الاجتماعي الشهير جذبت عددا من الأعضاء ارتفع بسرعة الصاروخ إلي نحو 160 ألفاً. وأضافت «الإيكونومست» أن البرادعي ربما يستغل وجوده وعمله بالخارج لمدة ال30 عاماً الماضية، وما يتمتع به من احترام وتقدير علي الساحة الدولية للتغلب علي أي انتقاد من الممكن أن يوجه إليه.