والله ما انا عارف إيه اللي بيحصل ده .. احنا في بلدنا ولا بلد تانية منعرفهاش .. ولا لنا صلة بيها .. وبالتالي يحصل اللي يحصل.. وما علينا غير اننا نقول : واحنا مالنا! انا عمري ما كنت فقيه دستوري ولا أفهم في هذا الأمر اللهم إلا قليل .. لكنني أعرف ان الدستور عبارة عن وثيقة آو عقد ينظم العلاقة بين النظام والشعب .. تُوضع فيه الخيوط الرئيسية لنظام الدولة بشكل واضح لا يحتاج للتأويل .. " ابيض ابيض .. اسود اسود .. ميعرفش اللون الرمادي " .. هو ده مفهومي البسيط للدستور .. لكن عمري ما شفت بلد محترم يحاول نظامه انه يفصّل دستور على هواه .. وبمزاجه بحيث يُضمّنه النصوص التي تخدم أهدافه هو .. وتُطيل عمره في السلطة والتسلط الى ان يقضي الله بأمر كان مفعولا.
المجلس العسكري الله يرحمه " ولا يحسن إليه " .. عندما كان ماسك الحكم عمل لنا استفتاء أقرب إلى الاستهزاء بعقولنا في مارس 2011 .. وكان هو والإخوان المسلمين متفقين ع الشعب المصري .. ومفيش قدام عين الاتنين إلا مصلحتهم .. والاسم استفتاء شعبي وعرس ديمقراطي محصلش .. وكان كل الغرض من المواد المضافة للدستور ده ، ان الانتخابات البرلمانية تحدث قبل وضع الدستور الجديد عشان التيار الإسلامي " سلف واخوان " يلهفوا 80 % من مقاعد مجلس الشعب .. وبعدين يبقى يحلّها الحلال .
والمجلس العسكري وافق طبعا وسهّل هذا الأمر للإخوان باعتبارهم قوة ضاربة في الشارع المصري من وجهة نظره .. " ميقدرش عليهم ، على الأقل في الوقت الحالي " .. طيب ايه المقابل يا جماعة الخير ؟ .. ماهو مفيش حاجة في مصر تتعمل ببلاش .. شيلني واشيلك .. خد حتة وهات حتة .. ويتحرق الشعب بجاز .. وحتة المجلس العسكري محدش يحاسبني على حاجة حصلت ولا حتحصل .. ومحدش يسألني عن ميزانية القوات المسلحة " المادة 9 الشهيرة " ووثيقة السلمي .. وقصاد ده خدوا انتوا يا إخوان يا مسلمين .. مصر وشعب مصر .. واللي " يلّد عليكم " بلغة الصعايدة .. اعملوه.
وخربت الدنيا ب نعم .. ولأ .. ورجعنا نقول ان اللي قالوا لأ هما الصح .. والدستور اولا .. بس بعد ما ضاع من عمر البلد والشعب الغلبان حوالي سنة و8 أشهر .. مع ان الأعمى كان يشوف ان اللي قالوا لأ على حق .. بس مصلحتي انا كفصيل سياسي محروم من 80 سنة من التعبير عن نفسي وبعيد عن مقاليد الحكم ، تُعميني عن مصلحة البلد .. " ملعون ابو البلد ".
وهنا بقى مربط الفرس .. الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بصفة عامة لا تعنيهم مصر في حاجة .. طظ في مصر .. " متهيألي قالها المرشد العام السابق قبل كده باللفظ " .. وإذا كان الإسلام هو الشيخ محمد حسان والشيخ خالد عبد الله وصفوت حجازي والبلتاجي وحسن البرنس ومن هم على شاكلتهم .. يبقى نقول على الإسلام السلام .. طيب اقسم بالله العلي العظيم لو ان الإخوان والسلفيين بجد عايزين تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر والحكم بما انزل الله بنية خالصة لله وحده .. لكنت احترمتهم .. لكن كيف أحارب النفاق .. وانا أبو النفاق وخاله وعمه .. ألم يُنهنا قرآننا الكريم عن النفاق والتدليس والرياء.. ألم ينافق الإخوان تحديدا المجلس العسكري جريا وراء ال نعم في استفتاء مارس .. ؟ .. ألم يُنهنا ربنا عن الكذب ؟ .. كم مرة كذب الإخوان علينا وحتى الآن يكذبون ؟ .. ألم يأمرنا رب العزة ان نعمل بما أنزل ؟ .. هل يعمل الإخوان والسلفيين بما أنزل الله .. لا أريد ان أسرد وقائع كثيرة كلها تصب في غير صالح الفصيلين .. وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان التيار الإسلامي بصفة عامة يكاد يكون أبعد عن الله ودساتير السماء مِن مَن يتصورون انهم يخافون تطبيق الشريعة في مصر.
وفي رأيي المتواضع جدا .. ان حكاية الشريعة دي مسألة ترهيبية ليست أكثر تُمكّنهم من إحكام السيطرة على مقاليد الحكم في البلد .. وإخافتنا بتطبيق شرع الله علينا إن سرقنا او ارتكبنا فاحشة الزنا ، او عارضنا اولي الأمر.. وساعتها سوف تتسع رقعة الأحكام وتشمل أمورا كثيرة تحسب علينا النفس والحركة والإيماءة .. ونرجع مرة أخرى إلى مقولة عم الشيخ حسان الشهيرة ان الخروج عن الحاكم حرام ويُجرّمه الشرع والقانون .. وبالتالي ما دام الرئيس مرسي ارتضى ان يحكم بالشريعة ، فمعارضته وانتقاده كأنك بالضبط تعارض تعاليم الله وتجافي سننه وقوانينه .. كأن الريس مرسي نبي مبعوث برسالة من السماء .. ومن يعارضه كافر والعياذ بالله. هو ده الغرض الحقيقي من حكاية تطبيق الشريعة والعمل بما أنزل الله .. وكما قلت أمر ترهيبي بحت .. وليس قناعة يقينية تامة بما أنزل الله بجد .. لأنهم وكما أوضحت أكثر من يخالفون هذه الشريعة عيانا بيانا .
ويريدون لنا ان ننشغل بزواج البنات في التاسعة وضرورة ختان الإناث ، وشوية شوية يضعوا مادة عن تنظيم العلاقة الزوجية داخل غرف النوم .. مال ام الدستور ومال الأمور ديه .. هو دستور بلد ، ولا دستور خالتي نبوية " الداية " ؟ .. ما فيه حاجة اسمها قانون وفيه نصوص واضحة وصريحة فيما يتعلق بمثل تلك الأمور .. نشغل بالنا ليه بقى بمثل هذه المسائل وهناك من ينظمها ويضع لها أسسا ومعايير واضحة؟
عايزين تاخدونا لحد فين بالضبط .. واحدة محترمة مثل د - منال الطيبي استقالت من اللجنة التأسيسية اعتراضا على ما وصفته بأنه محاولات التيار الإسلامي الزج بنصوص دينية وانتهاكات واضحة في مواد الحريات ، بما يوحي بأننا مقبلون على دستور هو الأسوأ في تاريخ مصر .. لا يعيد فقط النظام السابق بحذافيره مرة أخرى للوجود.. لكن الأخطر تضمينه نصوص واضحة لإقامة دولة للثورة المضادة ، تصفّي نهائيا ثورة 25 يناير التي لولاها ما رأينا مثل هذه الأشكال المريبة في واجهة مشهدنا السياسي.
وناس كتير فاهمة كويس اوي الأعيب التيار الإسلامي والغرض الحقيقي في نفسه مما ينوي جرنا إليه .. لكن الباطل عندما يحكم يكون صوته أعلى خاصة ان كان بثوب قصير ولحية ومسبحة.
حنرجع تاني ل " نعم " بالأخضر تضمن لك الجنة .. و" لا " بالأسود تخلي سنة اللي خلفوك سودا .. يا ناس حرام عليكوا .. كفاية اوي لحد كده .. ثورة وانتهت بحكم إخواني لم يكن في خُلد واحد فقط من من قام بها ان تنتهى على هذا النحو .. والغلطة مش غلطتكم .. الغلطة غلطتنا احنا .. واحنا اللي حندفع تمنها .. ونستاهل.!