قال جمال الجمل، القنصل العام الفلسطينى بالإسكندرية، أن مصر عندما خرجت من دائرة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أصبحت الأمور «فوضي»، موضحا أن مصر كتب عليها أن تكون «كبيرة» المنطقة العربية شائت أم رفضت الأمر. وأضاف خلال ندوة بعنوان «القضية الفلسطينية وتطوراتها» مساء أمس الخميس، بالمعهد المصري الديمقراطي بالإسكندرية بالتعاون مع حركة كفاية، «لم نطلب من المصريين أن يحاربوا من أجلنا و ليس مطلوب من العرب ان يقاتلونا عنا فنحن رأس الحربة والعرب خلفنا يدعموننا بالسلاح والأموال». وفيما يتعلق بوضع الفلسطينيين في عهد النظام السابق قال الجمل أن الثورة في مصر أعطت الفلسطينيين الحرية للتناقش دون حسابات، وأيام النظام السابق كنا لانستطيع أن نتحدث، قائلا «عندما توليت شؤون القنصلية لم أجد فلسطيني واحد يدخلها بسبب أمن الدولة»، لافتا أنه الفلسطينيين بعد الثورة بدأوا إعادة الثقة في أنفسهم، وشكلوا جالية ولجنة منتخبة، فضلا عن بدئهم نشاط مشترك علي مستوي الاحزاب السياسية المصرية. وتابع «منذ عهد السادات نزل الغضب علي الفلسطينيين الموجدين في مصر، بعد أن اتخذ قرارا بمعاملة كل الفلسطينيين كأجانب ويطبق عليهم قانون الأجانب في منع التعليم والعمل». وتطرق الجمل لدور المقاومة الفلسطينية المسلحة التى اعتبرها شهدت تراجعا في الفترة الأخيرة نظرا لعدم ملائمة الظروف القتالية في قطاع غزة فضلا عن إندثار الحماية العربية للفلسطينيين. وأضاف أن الدول العربية كان يجب عليها أن تعظم دور المقاومة الفلسطينية منذ مذبحة صبرا وشاتيلا لاسيما أن إسرائيل لم تقم بمذابح ضد الفلسطينيين فقط وإنما ضد أكثر من دولة عربية ولن ينسي لها التاريخ مذبحة قانا وبحر البقر، فى الوقت التى مازالت إسرائيل تتذكر الهلوكوست وتتاجر به حول العالم، مشددا على ضرورة ملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية لما إرتكبته من مذابح وأن يعاقب كل شخص حي له يد في هذه المجازر. واعتبر قضية الإنقسام بين حركتي فتح وحماس هى الأسوأ في القضية الفلسطينية وأعاد القضية للخلف عشرات السنين، محذرا قيادات السلطة الفلسطينية أنهم اذا لم يتخلصوا من هذا الانقسام سيعود الأمر بشكل سلبي علي السلطة الفلسطينية، وقد يؤدي الإستمرار إلى عودة القضية لنقطة الصفر وعليهم أن يعوا ضرورة المصالحة. وطالب بتشكيل حكومة وطنية مستقلة ليس بها أي طرف من أطراف النزاع, مؤكدا أن الأمر بيد الشعب الفلسطيني فهو صاحب السلطة المخولة لإختيار من يحكمه، مشيرا أن حركة حماس هي جزء من الحركة الإسلامية ولديهم إستراتيجية فيما يخص شكل المستقبل لهذه المنطقة، ولديهم افكار مختلفة عن ما يرغب به الفلسطينيون وحاولنا التوصل إلى اتفاق مع الحركة إلا أن العوامل الخارجية دائما ما تعوق التوصل إلى الحل. وحول إشعال فتنة الفيلم المسئ للرسول انتقد الجمل طريقة رد فعل الناس بالهذا الشكل العنيف فى حين لم تطرف لأغلبيتهم عين عندما يتم تهويد القدس كل يوم قائلا «الإسلاميين دمهم اتحرق على فيلم، ولم يحرق علي القدس فهو، مقدس أيضا». من جانبه قال عبد الرحمن الجوهرى القيادى بحركة كفاية «أن توقيع اتفاقية العار كامب ديفيد هى التي منحت الكيان الصهيونى حصانة وأن يتعامل مع قضية فلسطين على أنها قضية خاصة» مضيفا أن الإتفاقية التى مازالت حتى الآن تعاني منها المنطقة العربية ومذلة مصر لتدخل جيش يجب أن تستأذن من الكيان الصهويني وإخراج مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني، أعطت قدرة لإسرائيل أن تجتاح لبنان وتحدث المجازر ولم يستطع الحكام سوي الإدانة فقط. وتابع الجوهرى «وما زال يتشدق الحكام العرب أن القضية في وجدانهم وهذا وفي واقع الأمر مايحدث من إبتعاد العرب عن المساندة الفعلية كأنه كارت مفتوح للكيان الصهيوني أن يعتدي علي الأراضي المحتلة وبموافقة المجتمع الدولي بما فيها نظام السلطة الفلسطينية ويتعاملوا مع أمريكا وكأنها تملك كل أوراق اللعبة بما يؤكد أن العرب سلموا كل مفاتيحهم للولايات المتحدةالأمريكية».