الصورة العامة : إنقسمت حمص الى منطقتين ،منطقة محاصرة تحررت من قوات النظام الاسدى ،يسيطر عليها وحدات تابعة للجيش السورى الحر ،و منطقة أخرى تتكون من أحياء لا تزال تحت سيطرة قوات نظام بشار الاسد . النظام السورى يستهدف بالقصف المدفعى العنيف أحياء حمص التى تقع تحت سيطرة الجيش السورى الحر، مما حدا بالسكان بها الى النزوح عن هذه الاحياء نزح بعضهم الى الاحياء التى لايزال يسيطر عليها النظام حيث لم تتعرض للقصف و استقرو كلاجئين فى مدينتهم ، و تمركزو بالمدارس هناك ... و لكن هذا لم يمنع اعمال التشبيح من شبيحة النظام السورى ان يستهدفونهم فى تجمعاتهم ...
القصف العنيف على حمص أى الأحياء التى تقع تحت سيطرة الجيش السورى الحر ، يزداد عنفا خصوصا بعد كل محاولة إجتياح لقوات النظام لبعض هذه الاحياء ،و لكنه يمر بنفس الوتيرة التى يتبعها نظام الاسد فى قصف المدن ، كما فى حلب و الرستن و ريف دمشق و دير الزور ، القصف على الأحياء المحررة هو قصف عشوائى ضمن اطار الاحياء المحاصرة ،و يبدأ بعد الأفطار فى رمضان ،و يستمر حتى يشتد فى منتصف الليل، ثم يهدأ قليلا قبل الفجر بساعة ثم يبدأ مره أخرى بوتيرة متقطعة و يشتد فترة الصباح حتى الظهيرة ليهدأ او يتشد حسب ما يتراءى لقوات النظام المحاصرة للمدينة .
القصف يتم بمدافع الهاون و الصواريخ و المروحيات القتالية ،و فقط المروحيات القتالية التابعة للنظام هى التى تستهدف اماكن الجيش السورى الحر , عدا ذلك فالقصف عشوائى،مما يوضع سقوط عدد كبير من المدنين بينهم أسر كاملة من النساء و الاطفال طوال الفترة الماضية بسبب سقوط القذائف على منازلهم .
الوضع الانسانى : كما أفاد مصدر لنا بحمص ، يوجد نقص شديد فى الاغذية خصوصا الأغذية الطازجة و اللحوم ،و إستنزاف للمعلبات و تم إستنفاذها فى العديد من المناطق المحاصرة ، خصوصا الأحياء المحاصرة لأسابيع مثل أحياء حمص القديمة ، الخالدية و جورة الشياح ...
كما أفاد مصدرنا داخل حمص أمس : " الوضع الانساني كما ذكرت لك بالنسبة للاحياء المحاصرة .. نقص شديد في الاغذية وهناك عوائل ونساء وأطفال ما زالوا عالقين في الاحياء المحاصرة ويتعرضون للقصف اليومي الاحياء الواقعة تحت سيطرة النظام .. وهي أحياء معارضة بالطبع .. كالغوطة والحمرا والملعب والدبلان والانشاءات والوعر وكرم الشامي .. إلخ تغص باللاجئين والنازحين والبيوت إمتلأت عن بكرة أبيها حيث يتواجد في البيت الواحد عدة عائلات قد تصل أحيانا إلى 10 عائلات لم تعد هناك مدارس تسع للاجئين فكلها امتلأت عن بكرة أبيها . للأسف هناك مصابين كثر جدا في الأحياء المحاصره جلهم من صفوف المدنين و يوجد العديد من الاسر التى فقدت بعض افرادها بسبب القصف المتواصل " .
كما أفاد المصدر داخل حمص بإستنزاف المواد الغذائية داخل الأحياء المحاصرة خصوصا المعلبة و أن السكان داخل المناطق المحاصرة يعيشون على " البرجل" و هو القمح و ثريد القمح . و لكن كما أفاد ايضا " هذا لم يقلل من عزم عناصر الجيش السورى الحر فى صد الهجمات و عمليات الاجتياحات المتكررة على المدينة .
المستشفيات الميدانية التى اقيمت فى الاحياء المحاصرة فى حمص , تعانى من نقص حاد فى المواد الطبية و الاغاثية ، و عدد الاطباء المختصين " أطباء الجراحة تحديدا " خصوصا مع تضاعف و تنوع الاصابات و اعمارها بسبب القصف العنيف ...
بداخل الأحياء التى تقع تحت سيطرة قوات النظام، لا توجد معلومات محددة عن الوضع الصحى خصوصا الانسانى ، بسبب سيطرة قوات الاسد و لكن كثافة اعداد النازحين و تمركزهم فى المدارس و المنازل و غيرها من القصف العنيف على الاحياء المحاصرة و تعرضهم لاستهداف الشبيحة التابعين للنظام ، يجعل من الصعب متابعة حالات الضحايا .
الوضع على الارض : وحدات الجيش السورى الحر خارج هذه الاحياء تقوم بإستهداف و قنص العديد من جنود النظام و عناصره و تقوم باستهداف دورياته ووحداته كما قامو بثلاث محاولات لفك الحصار عن الاحياء المحاصرة انتهت بأن قصف النظام الممر الآمن الذى فتحه الجيش السورى الحر لدعم المناطق المحاصرة ، قصفا عنيفا و اتبعه بقصف عنيف " وحشى كما افاد المصدر " ...
مقاتلى الجيش السورى الحر بداخل حمص ،يتمركزون و يمنعون اى محاولة لقوات النظام باقتحام الاحياء التى يسيطرون عليها ، و قناصتهم يستهدفون عناصر قوات النظام بشكل متكرر ..
محاولات الضغط من خارج حمص من وحدات و مقاتلى الجيش السورى الحر على قوات الاسد , لم تصل الى درجة كافية من الضغط على قوات النظام لرفع يدها بالقصف العنيف عن المدينة . و لكنهم لازالو يستهدفون النظام خصوصا على الطرق المؤدية الى حمص بعمليات نوعية متكررة لا تأخذ حظها من الاهتمام الاعلامى او التغطية كما أفاد أحد عناصر الجيش السورى الحر لمصدرنا داخل حمص .
لا تزال قوات النظام السورى تحاول إقتحام هذه الاحياء، خصوصا من جهة حى الصفصافة .