شهدت مدينة الرستن فجر الأحد قصفا عنيفا فيما جرت اشتباكات بين القوات النظامية و"كتائب معارضة" فى عدد من المناطق السورية، حسبما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان فى بيانات متلاحقة. وذكر المرصد أن مدينة الرستن التابعة لريف حمص (وسط) والخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر تعرضت "لقصف عنيف" ليل أمس السبت وفجر اليوم. ونقل المرصد عن أحد النشطاء فى المدينة أن ثلاثين قذيفة سقطت خلال ربع ساعة فجر اليوم. وفى العاصمة، استهدف انفجار سيارة للأمن على طريق المحلق الجنوبى بمنطقة المزة ما أسفر عن إصابة بعض عناصر الأمن بجروح، حسب المصدر نفسه. وفى ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من "الكتائب المقاتلة المعارضة" فى مدينة حرستا، مشيرا إلى أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة. وأضاف أن اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل السبت وفجر الأحد فى عدة بلدات ومدن بريف دمشق "بين الكتائب المعارضة المقاتلة والقوات النظامية السورية". إلا أن المرصد لم يوضح مكان أو طبيعة هذه الاشتباكات والخسائر التى أسفرت عنها. وفى حماة (وسط)، تشهد عدة أحياء اشتباكات عنيفة بين "مقاتلين من الكتائب المعارضة التى تقاتل النظام السورى"، مترافقة مع سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة فى أحياء بساتين حى الظاهرية ومشاع وادى الجوز، مصدرها آليات القوات النظامية. وفى ريف درعا (جنوب)، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات فى مدينة جاسم أسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين. يأتى ذلك غداة مقتل 24 شخصا بينهم ثلاثة فى محافظة إدلب (شمال غرب) ومواطن بمدينة حماة وثلاثة مدنيين بينهم سيدتان فى ريف درعا ومواطن فى عربين (ريف دمشق) وتسعة أشخاص فى ريف حمص و 5 مواطنين بينهم سيدة فى دمشق ومواطنان فى ريف حلب. وعثر على جثامين عشرة جنود فى بئر قرب مدينة خان شيخون (ريف إدلب) وعليها آثار إطلاق رصاص كما سقط 14 من القوات النظامية خلال اشتباكات واستهداف سيارات فى محافظات حلب وإدلب وحمص ودرعا. وارتفع عدد شهداء مجزرة الحولة إلى 114 بينهم نحو 32 طفلاً بعد أن تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء بوجود المراقبين والعثور على جثامين آخرين السبت. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 92 شخصا بينهم 32 طفلا. من جهة أخرى وصف الناطق باسم "تجمع أحرار حمص أبو الفدا" الأوضاع الإنسانية فى المحافظة ب"المتردية للغاية"، وذلك فى ظل وجود نقص كبير فى المواد الغذائية والطبية. وقال أبو الفدا- فى تصريح لقناة (الجزيرة) الفضائية اليوم الأحد- إن أهالى حمص يعانون بشدة بسبب محاصرة قوات الجيش النظامى لمحافظتهم التى لا تزال تتعرض للقصف بقذائف الهاون والصواريخ حتى الآن. يأتى هذا فى الوقت الذى طالب فيه المعارض السورى البارز هيثم المالح المجتمع الدولى بضرورة دعم الجيش الحر لإنقاذ البلاد من المجازر التى يرتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السورى الأعزل. كان المرصد السورى لحقوق الإنسان قد أعلن- فى بيان له مساء أمس، السبت- ارتفاع عدد الشهداء فى منطقة الحولة إلى 114 بينهم 32 طفلاً بعد أن تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء والعثور على جثامين أخرى. وأعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين عن استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، بسبب ارتفاع وتيرة العنف فى بلادهم، خصوصاً من مدينة حمص، والتى تقع شمال سوريا. وأرجع ممثل المفوضية بالأردن أندرو هاربر فى تصريح لصحيفة "الرأى" الأردنية اليوم "الأحد" سبب تفضيل السوريين للأردن على دول الجوار الأخرى، وقطع مسافات طويلة، رغم الظروف الأمنية الصعبة إلى ما يتمتع به الأردن من أمن واستقرار، إضافة إلى حسن الضيافة، رغم أن محافظة حمص أقرب جغرافيا إلى لبنان وتركيا. وقال: إن عدد المسجلين لديها تجاوز 20.5 ألف لاجئ، مشيراً إلى أن عدد طالبى اللجوء حاليا فى تصاعد مستمر ويقدر بحوالى 3 آلاف شخص. وقدر هاربر عدد المحتاجين للمساعدة ما بين 30-60 ألف شخص، وقال "ننتظر موافقة الحكومة على السماح لنا بتسجيل اللاجئين السوريين فى أماكن أخرى غير العاصمة "عمان" و"الرمثا" المتاخمة للحدود السورية الأردنية، وذلك لتسهيل عملية التسجيل، خصوصا أنهم غير قادرين على الوصول سواء للعاصمة أو غيرها ليتمكنوا فيما بعد من الحصول على المساعدات الإنسانية. وتوقع أن تزيد نسبة طالبى اللجوء بسبب ارتفاع وتيرة العنف فى سوريا رغم مبادرة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى أنان إضافة إلى أنهم أنفقوا مدخراتهم التى أتوا بها مع استمرار الأحداث. وقال هاربر" حصلت المفوضية للآن على ما نسبته 34% من النداء الذى أطلقته سابقا وكانت قيمته 84 مليون دولار أمريكى لمساعدة اللاجئين السوريين فى الأردن ولبنان وتركيا والعراق، ولكن الآن مع تصاعد الأحداث أصبحنا بحاجة إلى دعم أكبر خصوصا للأردن". وطالب هاربر الدول المانحة بتقديم مزيد من الدعم للأردن لأن ما تلقيناه متواضع جدا مقابل العبء الكبير على الأردن حكومة وشعبا لما تبذله لاستضافة اللاجئين السوريين، متوقعاً عبور أكثر من 300 شخص يوميا الحدود فى ظروف صعبة للغاية بأن ترتفع أعداد اللاجئين، متمنيا أن تنجح تفعيل مبادرة السلام للأمم المتحدة لوقف معاناة الشعب السورى.