كعادة الأنظمة القمعية عندما تشعر بأوان سقوطها وخلال الانتفاضات الشعبية ضدها فهي تتجه لاعتبار أن تلك التحركات ما هي إلا نتاج تدخلات خارجية متجاهلين الغليان الشعبي الذي بالفعل يمكن أن يؤدي لثورة وكأنه استخفاف بقدرات هذه الشعوب معتقدين أنه لا يحركها إلا الخارج!. من هذا المنطلق أكد مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع أمس الأحد، أن هناك مؤامرة "صهيونية أمريكية" وراء المظاهرات التي تشهدها السودان ضد الرئيس عمر البشير احتجاجاً على خطة التقشف التي أقرتها حكومة الخرطوم منذ أسبوعين في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية نتيجة فقدان ثلاثة أرباع إيراداتها النفطية بعد استقلال جنوب السودان في يوليو العام الماضي. وقال نافع في تصريحات صحفية: "هناك محاولات تقوم بها دوائر صهيونية داخل الولاياتالمتحدة وغيرها لاستغلال القرارات الاقتصادية الأخيرة بالداخل لإحداث عدم الاستقرار الأمني والسياسي في السودان"، مؤكداً أن بلاده "تمتلك" أدلة على وجود تنسيق بين الجماعات المتمردة في دارفور ومسؤولين في جنوب السودان ودوائر "صهيونية" في الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل تخريب السودان، حسبما ذكر المركز السوداني للخدمات الصحفية. ويواجه السودان انتقادات من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية على خلفية قيام السلطات باعتقال 1000 شخص منذ بدء الاحتجاجات ، حسبما أكدت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات أمس الأحد. وعلى لاصعيد الميداني يواصل السودان حراكه الثوري لإسقاط نظام البشير وذلك بمئات الطلاب الذين تجمعوا أمام المجمع الطبي بجامعة الخرطوم ليخرجون في مظاهرة للسوق العربي. هذا وقد دعا عدد من النشطاء لوقفة احتجاجية يوم الأربعاء الموافق 4 يوليو في الحادية عشر صباحا أمام السفارة السودانية تضامنا مع الشعب السوداني في مطالبه بإسقاط النظام.