شيىء غريب هذا الذى يحدث لنا الأن وضعنا أنفسنا بأيدينا فى موقف فى منتهى الحيرة والكأبه وربما القرف ..أصبحنا لا نستطيع أن نعيش وقتنا الحالى أو نعيش اللحظة الحالية فنحن دائماً بين الحزن الشديد والألم على ما فات والخوف والقلق الشديد مما هو أت..وربما إرتفعت معدلات الإصابة بالضغط والسكر وعدم النوم فى الفترة بين وقت ظهور المؤشرات السوداء للإنتخابات وحتى الأن... الكل يتحمل المسئولية من الصغير للكبير من النخبة وحتى عامة الناس..خصوصًا اولئك الذين فضلوا متابعة الإنتخابات من منازلهم وكأنها إنتخابات دولة أخرى ..ليه حضرتك منزلتش تنتخب ؟ هل تعلم أن مغادرتك للكنبة والنزول كان من الممكن أن يغير تماما فى المشهد المأساوى الذى نحن غارقين فيه الأن لماذا نتعامل دائما بمنطق "إستنى يمكن" ..إستنى يمكن الجو يطرى...إستنى يمكن اللجنة تروق..إستنى يمكن أقابل فلان وأغير رأيى ...تأجيل وتسويف والنتيجة ضياع الوقت والفرصة معًا..
والنخبة السياسية التى تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية عن هذا الوضع الخطير ..الأحزاب والبرلمان وخصوصًا حزبى الأكثرية بداخلة والقوى الثورية وكل التيارات السياسية من اليمين إلى اليسار ثم السادة المرشحون وخصوصًا المحسوبون على الثورة " حمدين وابو الفتوح وخالد على " الذين ظهروا منذ أيام على المنصة بالميدان رافعين أيديهم سويًا صارخين بأعلى صوت "إيد واحدة" فى مشهد لو أردت تقييمة سياسيا على أرض الواقع لوجدتة لا يساوى شيئًا ولا حتى الصفر على الشمال
..فلقد بُحت الأصوات وتدلت الألسنة فى سبيل أن يتحد حمدين وابو الفتوح لكنهما للأسف تعاملا بمنطق "إستنى يمكن أنا إللى أفوز" والنتيجة أننا ألان نقرأ أسوأ سيناريو لأسوأ مشهد فى أسوء فيلم إسمة الإنتخابات الرئاسية تبدو لنا ظاهريًا أو أننا نحاول إقناع أنفسنا بأنها غير معروفة النتائج غير أن عقولنا وقلوبنا تصرخ وتأن وتخبرنا بأن النتيجة ستكون كارثية إلا أننا مازلنا نقول لأنفسنا "إستنى يمكن"
تعامل البرلمان بنفس المنطق مع قوانين غاية فى الأهمية وكان لها الأولوية فى الصدور فور إنعقاده كقانون العزل السياسى وقانون المحاسبة على الفساد السياسى واستقلال السلطة القضائية وتتحمل المسئولية فى ذلك الأكثرية البرلمانية التى تعاملت بمنطق إستنى يمكن منحتاجوش ..وكذلك فيما يخص معايير اللجنة التأسيسية التى تأخرت كثيرا ..ماذا كنتم تنتظرون ولماذا ماطلتم؟ ..ولو لا تهديد المجلس العسكرى بعودة دستور 71 أو إعلان دستورى مكمل لما تحركتم..أهكذا تسير الأمور ..تحت الضغط والتهديد والوعيد ...لماذا لا نكون سابقين بخطوة ولو كنا كذلك لكان واقعنا مختلف تمامًا .
الأن عندما نقول أنه يجب على مرشح الجماعة "محمد مرسى" الإنسحاب فورأ من جولة الإعادة والضغط من أجل تطبيق قانون العزل فيُنظر إلينا وكأننا هبطنا للفور من كوكب المريخ فى زيارة إلى الأرض وبالمرة نراقب الإنتخابات فى فيلم جولة الإعادة الذى سيخرج فى نهايته الشنعاء المخرج فاروق سلطان ليعلن أن مرشح الإخوان حصل على 20 مليون صوت بينما مرشح المعسكر المضاد للثورة قد حصل 20 مليون و20 ألف صوت وبذلك يصبح أخر رئيس وزارء مبارك هو رئيس مصر الحالى ..وساعتها ستخرج علينا النخبة السياسية بخيبتها والجماعة بإخوانها ليقولوا " استنوا بس يمكن يطلع حلو وكويس" وغدًا سأذكركم..