شهد موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك تنافسا غير مسبوق بين أنصار المرشحين حيث قاموا بدعوة الناخبين في الساعات الأولى من صباح أمس للاحتشاد أمام اللجان والمقار الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية حرة نزيهة بعد ثلاثون عاماً. الناخب المصري لم يحصر نفسه في توعية جيرانه وأصدقائه فحسب، بل امتد تأثيره لهؤلاء المتواجدين على شبكات التواصل الاجتماعي فتجد مثلاً مشادات «كيبوردية» بين أنصار المرشحين.
"مروة ياسين" نبهت الناخبين على موقع الفيس بوك بأن يتوجوهوا للجان وأن يستعدوا لما اعتبرته معركة حقيقية في مواجهة مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي "في الوقت اللي الناخبين فين لسه مصحيوش ومسؤولي اللجان لسه مفتحوش، الإخوان مصحصحين وبيجمعوا الناس في عربياتهم وشعارهم "إحنا معانا ربنا وزي ما مرسي فاز في الخارج هيفوز هنا".
أما "وائل حمدي" فيبدو أن أقصى أمنياته أن يدخل كل من مرشحي الرئاسة عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي إعادة معاً، قائلاً "ندراً عليا، لو أبو الفتوح وحمدين دخلوا إعادة مع بعض، هادبح خروف".
أما محاولات الأنصار لتوجيه الناخبين بشكل يخدمهم، بطريقة غير مباشرة، كان أبرزه محاولة البعض تمرير تنبيهات عاجلة، غير صحيحة بأنه تم تأجيل أيام التصويت لكل من المرشح أحمد شفيق وعمرو موسى، إلى الجمعة والسبت، وهو الأمر الذي كان مزحة تحمل فى طياتها هدف نبيل من هؤلاء الأنصار الذين لم يجدوا وسيلة غيره لمنع الفلول من الفوز.
الأمر نفسه تكرر عندما حاول بعض الأنصار على شبكات التواصل الاجتماعي نشر إشاعة مفادها إنه تم تغيير الرموز لبعض المرشحين، حتى أن البعض أشاع أن رمز أحمد شفيق أصبح (الحصان)، وهو رمز عبد المنعم أبو الفتوح، وكذلك تغيير رمز عمرو موسى إلى (النسر)، وهو رمز حمدين صباحي.
الإشاعات امتدت أيضاً إلى بعض وسائل الإعلام، من تنازل مرشح لصالح مرشح آخر، وكان آخرها تلك الأنباء التي تم تداولها عشية أول يوم في الانتخابات الرئاسية، وكان مصدرها موقع الفيس بوك، من تنازل المرشح الرئاسي محمد سليم العوا لصالح مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي وهو ما أرهق حملة العوا في نفيه طوال الساعات الأولى من اليوم الأول للانتخابات.
أنصار المرشحين انقسموا فيما بينهم، حتى على نطاق الأهل والأصدقاء، فطرقوا أبواب الموقع الاجتماعي لكي يعبروا عن استيائهم من "فلان" الذي يرشح فلول، أو يدعم مرشح يختلف عمن اختاره، فتجد بعض النشطاء كتبوا قبل فتح اللجان بساعات "لو هتنتخب .... امسحني بهدوء ومن غير احترام لأنك كده بتخون الثورة، والخيانة مش وجهة نظر"، ووضعوا في تلك النقاط أسماء مرشحي الفلول.
أما أنصار محمد مرسي وأبو الفتوح فهناك إما مزحا بين الشباب وإما يتطور الأمر إلى غضب وأحيانا حذف الأنصار لبعضهم البعض من قوائم الأصدقاء.
للمتأمل في المشهد الفيسبوكي يجد حربا ضروسا على كل من مرشحي النظام القديم فبات الأمر يتم مواجهته بالمزح في أحيان كثيرة، فكتب أحدهم على حسابه، "بيقولك لو هتنتخب أحمد شفيق عشان المطار يبقى أحسن تنتخب الراجل اللي عمل سيتي ستارز"، فيأتي رد أنصار شفيق "اللي يقولك إوعى تنتخب أحمد شفيق عشان فلول، قوله خالد بن الوليد كان من الكفار وقتل المسلمين في أحد ثم أصبح سيف الله المسلول".
حالة التناحر الكلامي على الفيسبوك ربما يستمر طوال اليوم أيضاً، لكن يبقى السؤال هل يكف أنصار المرشحين عن الغضب والتعصب لصالح مرشحيهم بمجرد إعلان المرشح الفائز سواء تم حسمه في جولة واحدة، أو جولتين، الإجابة بالطبع لاء، فمن منّا يملك وقف تعليقات المصريين سواء في الرضا بفوز مرشح أو التعصب لخسارته.