وطن ينتظر رئيساً، أم رئيساً يريد وطن.. فزورة تحتاج لمن يحلها، قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، فالمرشحون لمنصب الرئيس واضح أنهم مشتاقون لوطن يحكمونه،وليسوا مشتاقين ليكونوا في خدمة الوطن،فالجميع يبحث عن مصلحته ،ويسعى ليكون رقماً يذكره التاريخ حياً أو ميتاً ،و العزف المنفرد على جرح الوطن الذي تقيح بعد أن ضلت الثورة طريقها،واندماله بات أمراً صعباً،فبعد 14 شهرا ويزيد على الثورة، ولا حلول تطرح، ولا توافق نجده، وكل طرف فضل الابتعاد عن الطرف الآخر، ويرى في نفسه أنه أولى بالوطن،ولم يفكر لحظة أنه ملك للوطن، ولو فسرنا الحالة التي تمر بها مصر، قد تشبه الركاب الذين ينتظرون القطار، ويطمئنهم ناظر المحطة كل شوية أن القطار قادم لا محالة، فالتأخير لايمنعه من القدوم لكنه لا يأتي، والركاب برضة تنتظر .. فكم هي الشخصيات الأبرز المرشحة لمنصب الرئيس، لايعدون على أصابع اليد الواحدة،وبعد أن انكشف آداؤهم الضعيف في تقديم أنفسهم للشعب ،ينتظرون الوطن يأتيهم، ولا يذهبون إليه ،نفس الوجوه نفس الحكاوى،تكرار ملّ من التكرار، كلام يولد من رحم كلام أكل عليه الدهر وشرب، من سننتخب من هؤلاء،لو تريثنا قليلاً وفكرنا وفحصنا وبحثنا سنجد أن الرئيس الذي يريده الوطن لم يأت بعد، ماذا فعلنا إذن .؟ ماهو شكل ثورتنا ماذا قدمت لنا.؟ قدمت لنا أحمد شفيق وعمرو موسي كموديلين جديدين بعد 25 يناير،بعدما نفضا الغبار الذي علق بهما وارتديا ثوب الثورة، وكأنهما لم يكونا ضمن دائرة المخلوع وداروا في فلكها ثلاثة عقود، قدمت لنا وجهين اخوانيين ابوالفتوح ومرسي يرتديان ثوب مابعد النضال ضد حكم المخلوع، وكأنه وحده يكفي للاستيلاء على وطن ثائر، قدمت لنا حمدين صباحي كناصري يؤمن بفكر الستينيات، قدمت لنا هشام البسطويسي سليل قضاء حوله علامات استفهام كثيرة، قدمت لنا محمد سليم العوا كرجل ديني،ألا ترون اننا أمام خيارات متعددة كلها مُرة، خيارات فرضت على الشعب ليختار بنفسه الرئيس القادم الذي لم يولد من رحم الثورة بل جاء من مخلفات الثورة،أين نتاج الثورة؟نتاج الثورة ببساطة مليونيات شبه أسبوعية، وتجمعات متفرقة على استحياء في كافة محافظات مصر قد تكون مرات محقة في خروجها ومرات غير محقة، وبرلمان أغلب عناصره معدومة الخبرات،لايعرف أعضاؤه لماذا أتوا الى هنا، ومن أين أتوا، ولايعرفون مالهم وماعليهم، فقط انبهروا بقبة المجلس الشاهقة الارتفاع،وكونتراته المصنوعة من الخشب الزان، وسماعاته الفيليبس،مش هو ده البرلمان، اللى انتخبه الشعب..!، ناهيك عن الانفلات الأمني الذي يشهده الشارع المصري، ،هو احنا فعلا عملنا ثورة.؟ الاجابة بنعم.. لكنها ومنذ قيامها فتحت جروح الوطن مرة واحدة لتنزف ،لا أحد يرغب في وقف النزيف، فالنزيف اذا وقف يعني أن الجسد سيشفي، والقادمون من مخلفات الثورة لايريدوه أن يشفي، ولايرونها ثورة يرونها فرصة للانقضاض على الوطن، فهم الأحق بوراثته، أليس هم من ساعدوا في هدمه، شفيق وموسى، كلاهما شاركا المخلوع في هدم الوطن، سواء هذا أو ذاك ألم يشهد أي منهما فساداً وتستر عليه، ألم يرى سلبيات وتجاوزها للاحتفاظ بمنصبه..؟، لم يروا الشعب وقد صبر على الفقر حتى نفد الصبر من الصبر، هُمّ (اللى اختشوا ماتوا) جدتي زمان كانت بتقول يابني اللى ميشوفش من الغربال يبقى أعمي..حمدين صباحي ألم يكن شريكاً في برلمان النظام السابق في أكثر من دورة، أبوالفتوح والعوا والبسطويسي ألم يكونوا شاهدين على ظلم المخلوع للشعب وجبروته وتسلطه وفساده، إحنا مش برضه أمام فزورة تحتاج فيثاغورث لحلها، وداخل دائرة الفكاك منها انتحار،وجرح يحتاج لدواء ناجع، والدواء لم يتم العثور عليه بعد،وثورة لم نتعرف على ثوارها، ووطن مطمعاً لأكثر من مغتصب، وأمام وطن ينتظر رئيس، لا رئيس يريد وطناً.