لعل الدرس المستفاد من مليونية 20 أبريل هو أن كل القوى بما فيها الإسلامية التى تحالفت وهادنت جنرالات المجلس العسكرى أصبحت ضده الآن وإدارته الفاشلة لشؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية التى لا يعرف أحد متى تنتهى «رغم أن المجلس العسكرى يؤكد التزامه بتسليم السلطة فى 30 يوليو». وأكدت المليونية أن الثوار الأصليين الذين قامت الثورة على أكتافهم ودماء شهدائهم هم المخلصون للثورة ولهذا الوطن من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة، بعيدا عن المكاسب الشخصية التى سعى إليها كل القوى السياسية والأحزاب التى هرولت إلى المجلس العسكرى وجنرالاته المعاشات، ليقدم بعضهم الولاء والطاعة واستعدادهم لخدمة هؤلاء الجنرالات كما كانوا يفعلون مع نظام مبارك فتمت المحافظة عليهم وعلى مصالحهم وشركاتهم، ومكافأتهم بتسهيلات أخرى، وعدم محاسبتهم على فسادهم خلال فترة مبارك سواء كان فسادا ماليا أو فسادا سياسيا.. وزد على ذلك حصول تلك الأحزاب على مقاعد فى البرلمان الذى يدَّعون أنه برلمان ثورة.
فقد كان واضحا أن الثوار الأصليين وممثلى القوى المدنية ما زالوا يحافظون على لياقتهم فى المطالبة بتحقيق أهداف الثورة رغم محاولة القوى الأخرى سرقة الثورة وتقاسم «تُورتتها».. وقد فعلوا ذلك بالاتفاق وعقد الصفقات مع جنرالات المجلس العسكرى.
وأكدت المليونية تراجع جماعة الإخوان وحلفائها من السلفيين عن مهاجمة الميدان والثوار وشرعيتهم التى حاولوا خلال الشهور الماضية ومنذ الانتخابات البرلمانية أن يهدروها لصالح شرعية البرلمان، ولم يستمعوا إلى الأصوات العاقلة والرشيدة التى لم تمانع أبدا فى أن تكون هناك شرعية للبرلمان، لكن ذلك لا يمنع شرعية الميدان المستمَدة مباشرة من الناس والشارع وهى الأهم فى أى ديمقراطيات.. لكن الإخوان ومن معهم أخذتهم العزة بالإثم واغتروا بأكثريتهم التى حصلوا عليها فى الانتخابات التى قامت فى مناخ تشريعى غير مناسب.. ليعودوا الآن إلى الشارع والميدان ليؤكدوا فشلهم فى البرلمان وعقدهم صفقات مع جنرالات «العسكرى» ويحاولوا الآن تبييض وجوههم وسلوكهم من الفترة الماضية التى تعالوا فيها على الناس ولم يستطيعوا أن يسطوا بشكل كامل على الثورة، وإن حصلوا على المكاسب التى كان يحصل عليها الحزب الوطنى الفاسد المنحل المتمثل فى بدلات وانتقالات أعضاء البرلمان ومكافآت رئيس مجلس الشعب وسيارة فتحى سرور، والحفاظ على أمين المجلس سامى مهران المتهم بالكسب غير المشروع، بالإضافة إلى الحراسة الخاصة، والأمر كذلك مع أحمد فهمى صهر محمد مرسى رئيس حزب الإخوان والمرشح الرئاسى الاحتياطى للجماعة، بعد أن تم استبعاد المرشح الأساسى خيرت الشاطر من سباق الانتخابات الرئاسية.
فالإخوان لم يقدموا نموذجا يحتذى به فى تجربتهم البرلمانية القصيرة ولم يفعلوا أى شىء من أجل الثورة، وإنما حاولوا التكويش على كل شىء، وهو ما انعكس على إصرارهم على السيطرة على لجان المجلس فى نفس الوقت الذى لم يمارسوا فيه أى شفافية تتناسب مع الثورة التى قامت ويدّعون الآن أنهم مستعدون لتقديم شهداء من أجل استمرار الثورة «!!».. وفضلوا أن يعقدوا الصفقات بعيدا عن الأعين ومن تحت «الترابيزة».. ومع هذا استغل الإخوان هذا التجمع للدعاية لمرشحهم محمد مرسى!
وأكدت المليونية أن حازم صلاح أبو إسماعيل وأنصاره لا يعملون من أجل البلد بل مستعدون لتخريبه وتدميره وإثارة الفوضى أكثر مما هى عليه الآن من أجل مصلحة شخصية والمزيد من التضليل والكذب على الناس فى شأن استبعاد أبو إسماعيل من ترشحه للرئاسة لتأكد حصول والدته على الجنسية الأمريكية وتنفيذا للقانون والإعلان الدستورى.. أليس أنصار أبو إسماعيل ومعهم الإخوان الذين قادوا استفتاء 19 مارس على الترقيعات الدستورية واعتبروا النتيجة انتصارا عظيما لهم، وكفَّروا الذين قالوا «لأ» لتلك الترقيعات والذين كانوا يريدون دستورا جديدا كاملا بدلا من تلك «الترقيعات»..؟ أليسوا هم الذين خرجوا فى جمعة 29 يوليو وما أُطلق عليها «جمعة قندهار» ضد الثوار وموقفهم من المجلس العسكرى الذى يدير البلاد بشكل فاشل واتحدوا جميعا فى مساندة المجلس العسكرى.. بل وصل بهم الأمر فى تلك الجمعة إلى مبايعة المشير طنطاوى أميرا..؟!
والآن.. يأتى هؤلاء ويهاجمون المشير ويرفعون شعار «يسقط يسقط حكم العسكر» وهم أنفسهم الذين يتكلمون عن إنجازاتهم فى يوم 25 يناير الماضى بمناسبة مرور عام على الثورة.
لقد كشفت مليونية 20 أبريل من مع الثورة ومن يسعى إلى مصالحه الشخصية على حساب هذا الوطن ومستقبل الأمة.. حتى ولو كان فى الميدان.