الجماعة تستخدم الميدان لبث رسائل إلى الثوار و«العسكرى» وسليمان.. والإخوان نظموا مظاهرة أزهرية لتأكيد أن المنسحبين من الأزهر فلول كشف مشهد الحشد الإخوانى أول من أمس (الجمعة) بميدان التحرير عن محاولة الجماعة استدعاء الشعب للنزول إلى الميدان مرة أخرى، وذلك من خلال رفعها شعارات مدنية ثورية، ربما ترفع بعضها لأول مرة وفى مقدمتها «يسقط يسقط حكم العسكر»، والذى يؤكد أن الحوار والتفاهمات بين الإخوان، صاحبة الأغلبية البرلمانية، والمجلس العسكرى، انتهت وانتهى معها شهر العسل.
جمعة حماية الثورة التى تأتى بعد شهور طويلة من عزوف الإخوان عن المشاركة، بدعوى توقف عجلة الإنتاج، تؤكد مراجعة الإخوان لموافقتها وإن كانت الخطوة متأخرة، وتأتى بعد أن لدغ الإخوان من العسكر، فقرروا العودة إلى الميدان لمنع فلول النظام السابق، وفى مقدمتهم اللواء عمر سليمان الذين جلسوا معه خلال ثورة 25 يناير للتفاوض معه على الرغم من إدراكهم أن نظام مبارك كان قد سقط بالفعل، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكن الجماعة فى ذلك الوقت كانت تخشى إجهاض الثورة وأن تدفع الثمن وحدها.
تأتى تلك المليونية التى حشدت فيها الجماعة كل أفراد صفها على آخره، حتى لم يتغيب عنها أعضاء مكتب الإرشاد عدا المرشد والمهندس خيرت الشاطر المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وكذلك هيئة مكتب «الحرية والعدالة» عن كاملها، عدا الدكتور محمد مرسى رئيس الحزب، لتحمل كثيرا من الرسائل الموجهة فى كل اتجاه.
الرسالة الأولى كانت استعراضا لقوتها أمام المجلس العسكرى وتأكيدا لأنها ما زالت قادرة على الحشد، بل ولأول مرة منذ الثورة يهتف الإخوان «يسقط يسقط حكم العسكر»، وهو الهتاف الذى كانت تستنكره الجماعة من قبل، ولعل ما شهدته منصة الإخوان فى احتفالية الذكرى الأولى لثورة يناير، كان بسبب محاولاتها منع هذا الهتاف الذى كان يرج الميدان بعد أحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء.
الرسالة الثانية كانت من نصيب الأحزاب التى اختلفت معهم فى اللجنة التأسيسية للدستور، حيث خرجت مظاهرة الجمعة فى شكل مدنى مخالف لما جاءت عليه جمعة قندهار، كما جاءت بجميع أعضائها فى المؤسسات المختلفة إلى الميدان، كل يحمل شعاره المعبر عن وظيفته، فتقدم الدكتور عبد الرحمن البر مظاهرة من مشايخ الأزهر مرتدين الزى الأزهرى المعروف، فى رسالة واضحة بأن مشايخ الأزهر مع الإخوان وأن المنسحبين من اللجنة التأسيسية هم قيادات الأزهر، الذين انتموا قبل الثورة إلى لجنة السياسات بالحزب الوطنى.
وجاء عبد الرحمن شكرى عضو «الحرية والعدالة» ونقيب الفلاحين بوفد من الفلاحين إلى الميدان، وذلك ردا على اللافتات التى رفعها «المصريين الأحرار» الأسبوع الماضى أمام المحكمة الإدارية العليا والتى تؤكد عدم ضم «التأسيسية» للفلاحين.
الرسالة الثالثة كانت إلى الثوار لتؤكد «نحن معكم وأن شرعية الميدان ما زالت قائمة»، وهو ما استنكرته الجماعة من قبل على لسان نوابها تحت قبة البرلمان، معتبرة مشاركتها الجمعة القادمة ونزول نواب البرلمان ورقة أخيرة.
ولكن يبقى على جماعة الإخوان المسلمين أن تقدم اعتذارا للثوار والشعب على الشهور الماضية، خصوصا متظاهرى مجلس الوزراء، بعدما كشفت مظاهرات أمس أن الشيخ عماد عفت كان على حق، والجماعة على خطأ