أعتقد أن من عاداتنا كمصريين الاهتمام بالحدث دون البحث عما ورائه ،ومن ذلك ما يحدث الآن من الترشح لرئاسة الجمهورية فجميعنا نهتم بجنسية أم حازم أبو إسماعيل وترشح الشاطر وعمر سليمان ،والقليل من يحاول أن يجد تفسيرا لما يحدث ،فإذا حاولنا البحث عن هذا التفسير فسنجد أننا أمام مسرحية تتالى فصولها ومفاجأتها دون أن تعطينا فرصة لتوقع ماذا يحدث وكل ما نملك أن نقوله أن نسأل عن المخرج الذى يحرك الأحداث وماذا يريد ،وشواهدنا على ذلك : 1 – بدأت المسرحية بدخول العديد من الكومبارس الذين أفرد لهم المخرج المسرح للظهور فى وسائل الإعلام باعتبارهم مرشحين محتملين ومنهم من ذهب إلى اللجنة ومعه احتياجاته من المخدرات وكلهم من غير المعروفين ،ويتعجب المشاهد من متابعة هؤلاء وكيف تم السماح لمن يمر أمام اللجنة ويدخل للاستفسار بان يكون مرشح محتمل ،فالمؤلف لم يضع قواعد وشروط للترشح غير ما سيفاجئنا باستخدامه فى المشهد التالى 2 – ثم قام المؤلف والمخرج بنصب سيرك التوكيلات وأصبح للتوكيلات سماسرة ومنتفعين وأسعار لينتهى هذا المشهد بعدة مرشحين استطاعوا تجميع عدد التوكيلات المطلوب ليتحولوا إلى مرشحين فعليين ،ونحن المشاهدين نشاهد ونكتفى بأن نضرب كفا بكف عن كيف أصبح منصب رئيس الجمهورية من الهوان بحيث يأتى من يدفع ومن يقبض ثمنا لتوكيل للحصول على هذا المنصب 3 – وهناك فى خلفية المسرح كانت تدور الصفقات بين الأحزاب الصغيرة التى لها عضو بالبرلمان لتعطى صك الترشح باسمها لمن يدفع أكثر وهو ما فضحه حسين عبد الهادى الذى فوجئ بما يحدث فانسحب معتذرا لمن أيده
4 – وكانت قمة التصعيد فى الأحداث وأحد المفاجآت التى أعدها مخرج المسرحية للمصريين السذج الذين يتابعون المسرحية تلك التسريبات عن جنسية المرشحين وأهلهم وأصبح الشغل الشاغل للمصريين هل والدة حازم أبواسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية أم لا ،وتركنا المخرج حائرين والبيانات تتوالى عن صحة الخبر ثم يجئ النفى بعد فترة لزوم التشويق والإثارة ثم تخرج الصحف والبرامج لتعلن أن وزارة الخارجية أعلنت أن أم المرشح حازم تحمل جواز سفر أمريكى ثم بعد ساعات تنفى الوزارة وتقول إنها فى انتظار رد الخارجية الأمريكية ،وهكذا أصبحنا جميعا فى انتظار القول الفصل من أمريكا فقولها هو الذى سيحدد هل يدخل حازم أبو إسماعيل السباق الرئاسى أم سينتهى دوره عند هذا الحد ،وهو ما يجعلنا نسأل هل أمريكا هى التى ستحدد لنا رئيسنا سواء بالموافقة على ترشحه أم بدعم من تريد وهل فى كل أمورنا ننتظر القول الفصل من أمريكا
5- وزيادة فى التشويق والإثارة جاء إعلان الإخوان المسلمين عن ترشيحهم خيرت الشاطر للرئاسة بعدما كانوا قد أعلنوا عدم تقدمهم للترشح على هذا المنصب ،وكانت مبرراتهم للتراجع هزيلة مما أشعل التعليقات والخلافات والمخرج الذى لا نعرفه من المؤكد انه سعيد بنجاحه فى هذا العرض المملوء بالمفاجأت
6- ومع ظهور البطل الجديد كمرشح إضافى كنا نعتقد أن المخرج سيكتفى بذلك ولكن كانت المفاجأة تراجع عمر سليمان هو أيضا عن عدم خوض سباق الرئاسة ونزوله على رغبة جماهير العباسية للترشح للرئاسة ،بينما جميعنا يعرف أن هذه الجماهير التى نزل على رغبتها هناك من هم أكثر عددا منهم وهم هؤلاء الذين يقفون فى انتظار الأتوبيس فى ميدان العباسية نفسه
والسؤال الذى أبحث عن إجابة عنه من هو المخرج الذى يحرك هذه المشاهد وما هدفه من ذلك لقد بدأ يصيبنا الملل من هذه المسرحية ونريد نهاية لها ، فكيف تكون النهاية ومن الذى يضع نهايتها ؟