الطرفان متقابلان، ابتساماتهما تعلو وجوههما والترقب يكسو ملامحهما. فكلا الطرفين أعد العدة للآخر، لتبدأ المناظرة حول حرية الإبداع، التى كان طرفاها أعضاء من جبهة الدفاع عن حرية الإبداع وممثلين عن حزب الحرية والعدالة، التى أقيمت مساء أول من أمس (الأربعاء) فى ساقية الصاوى، حيث أدار المناظرة المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، النائب بمجلس الشعب ومؤسس الساقية، ومثل فيها جبهة الإبداع الكاتبة فريدة الشوباشى، والشاعر جمال بخيت، كما مثل حزب الحرية والعدالة «الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين» الدكتور حلمى الجزار نائب رئيس المكتب الإدارى للإخوان بالجيزة، والمهندس فاضل سليمان، كما كان وسط الحضور عديد من الشخصيات العامة، منهم المنتج محمد العدل وولاء سعدة وعمرو القاضى من جبهة الإبداع، كما حضر النائب البرلمانى محمد أبو حامد عقب بداية المناظرة، التى شهدت شدا وجذبا بين طرفيها، كما كانت حافلة بمناوشات بين الحضور، حيث تحدث الشاعر جمال بخيت عن الحرية ورآها تتلخص فى ثلاثة معايير، أولها أن الإنسان حر ما لم يضر، وأن ما يحكمها هو ضمير المبدع ووعى المتلقى. وتحدث الدكتور حلمى الجزار، مؤكدا أن أى سقف مفروض للحرية مرفوض، وأنه لا بد من سقف يقتنع به الإنسان، بينما قالت فريدة الشوباشى إن هناك عملية لخنق الإبداع، وهو ما يعد بداية للاستبداد، وفى كلمته أكد المهندس فاضل سليمان أن المجتمع كان يمر بعملية انتهاك للثقافة، لكنه تحدث عن تجربة إيجابية فى نظره، حيث لوّح بأسطوانة فيلم «678» وقال إنه شاهده ووجده يعالج مسألة التحرش الجنسى ولم يوجد به أى مشهد ساخن على الإطلاق، وأثنى كثيرا على مخرجه ومؤلفه محمد دياب، مؤكدا أن البعض يحاول علاج القضايا بأجندة تجارية فى الأفلام، مستخدما المشاهد الساخنة، خصوصا أن نجاح فيلم «678» فى إيصال الرسالة يعد حجة على الآخرين، وأضاف: «البعض لديه أجندة لمحو الثقافة الإسلامية، وكذلك تحقيق الكسب»، وفى سياق حديثه عن الفن استشهد فاضل بالمسلسل الإيرانى «يوسف» وكيف أنه لفت أنظار العالم العربى بأكمله، مثنيا على صناعة الفن فى إيران، وكذلك أكد أن إسرائيل استمالت تعاطف العالم من خلال الفن، مستشهدا بأوبريت إسرائيلى كسب تعاطف الجميع، متسائلا عن موقف الفنانين من ذلك، كما تحدث الدكتور حلمى الجزار عن تدخل الأنظمة فى الإبداع، وهنا تحدث عن أحد المسلسلات السورية الذى تم إيقافه بسبب تدخل النظام هناك، وحينما انتقلت الكلمة مرة أخرى إلى الكاتبة فريدة الشوباشى أكدت أن الأغلبية الدينية سيحكم المجتمع عليها، وأنهم لن يستطيعوا خنق الحرية، مشيرة إلى أنه لا بد من ضمان القدرة على إنتاج الإبداع، كما أشار الشاعر جمال بخيت إلى ضرورة رفع الوصاية عن عقول المصريين، لأن سبب تخلفنا فى رأيه هو قلة الحرية، مؤكدا أن الإبداع لا يقتصر على السينما والأغنية بل يمتد إلى البحث العلمى، وقد غادر الدكتور حلمى الجزار المناظرة لارتباطه بموعد، قبل أن يتم إنهاء الجزء الأول من المناظرة وسط غضب من بعض الحضور من آراء بعض المتناظرين وهو ما جعل هناك فرصة لمداخلات الحضور كان أبرزها تعليق للمنتج محمد العدل أكد فيه أن معالجة القضايا فى الأعمال الفنية هى رؤية لمخرج العمل وليس لأحد أن يتدخل فيه، كما كانت هناك مداخلة للمحامى جمال عيد، وكذلك عمرو القاضى، ثم توالت مداخلات الحضور التى شهدت اشتباكات لفظية، كما تم الحديث عن النصوص ومنها «ألف ليلة وليلة» التى أكد الشاعر جمال بخيت أن البعض توقف عند عدد من ألفاظها وترك فيها ما يفيد فى التقدم، وهو ما قام به الغرب، وأضاف: «عند كتابة ألف ليلة وليلة لم يكن هناك وصاية على عقل المبدع، لكننا أصبحنا فى ذيل الأمم بسبب تشدد الدين»، كما كان هناك تعليق للمهندس فاضل سليمان أكد فيه أنه يحترم أم كلثوم كقامة ولكننا يوجد لدينا الآن «هيفا وتافهة وهبلة»، كما استنكر وجود البعض مثل نيكول سابا ومروى، كما كانت هناك مداخلة للنائب محمد أبو حامد، واستمرت المناظرة لمدة تجاوزت الساعتين.