د.هشام عبد الصبور شاهين يكتب: مطلوب إختبار ذكاء للرئيس..! د. هشام عبد الصبور شاهين يعرّف الذكاء أنه تجمع عدد من القدرات العقلية في شخص واحد، كالقدرة على التحليل والتخطيط وحل المشكلات وسرعة المحاكمات العقلية، والقدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار والتقاط اللغات وسرعة التعلم، كما يضم بعض العلماء إلى تعريفه أنه القدرة الفائقة على الإحساس وفهم مشاعر الآخرين، وقد يشمل قوة الحافظة المتعلقة بالذاكرة، وربما يشمل المفهوم العام للذكاء (تشكيلة) من هذه القدرات مجتمعة، أو من بعضها بنسب مختلفة. وهذه التعريفات للذكاء قد تختلف إذا وصفنا طالبا نجيبا في دراسته بأنه ذكي، أو لاعب كرة قدم كمارادونا، أو مطربة رائعة كأم كلثوم، أو ملحن فذ كالسنباطي، أو موسيقار متميز كموتسارت وعبد الوهاب، أو عالم كأينشتاين أو زويل، أو أديب كنجيب محفوظ وأوسكار وايلد، أو مفكر كسيد قطب أو عبد الصبور شاهين، أو زعيم كحسن البنا أو غاندي، أو طبيب كابن سينا أو علي إبراهيم، أو مخترع كليوناردو دافينشي أو جوتنبرج، أو فيلسوف كسقراط أو ابن خلدون، أو آلاف الأسماء التي أورِثنا أعمالهم وكتبهم وأفكارهم من كل أنحاء الدنيا، هؤلاء جميعا كانوا عباقرة، تمتعوا بذكاء خارق للعادة، تبدّى واضحا فيما قدمه كل واحد منهم للإنسانية من خلال عمله وإنجازه. وعبر سِني حياة هؤلاء؛ سواء كانوا منذ زمن بعيد أو عاشوا في عصرنا أو في العصر الذي سبقنا، لم يقم معظمهم بإجراء اختبارات تحديد مستوى الذكاء؛ إذ لم تكن موجودة أيامهم، أو لم تتح لهم الفرصة ليقيَّم مستوى ذكائهم؛ اللهم إلا ما عكسته مساهماتهم وأعمالهم لبيان هذا المستوى من الذكاء والعبقرية. سأذكر لك عزيزي القارئ بعض الحقائق قبل أن أذكر لك أمنيتي، هذه الحقائق عن الذكاء هي: (1) أول من ابتدع اختبارات الذكاء IQ tests هو الفرنسي ألفريد بينيت عام 1905. (2) تراوحت نسب الذكاء IQ تبعا لاختبارات التقييم المعتمدة بين صفر إلى 200 كالآتي: من صفر إلى 58 درجات متفاوتة من التخلف العقلي من 58 إلى 68 درجة أقل من الحد العام للذكاء من 68 إلى 80 درجة محدودة من الذكاء من 80 إلى 115 الحد العام للذكاء من 115 إلى 122 درجة ذكاء جيدة جدا من 122 إلى 135 درجة ذكاء ممتازة من 135 إلى 145 درجة ذكاء ممتازة جدا تقارب حدود العبقرية من 145 إلى 165 درجة العبقرية من 165 إلى 200 درجة فائقة من العبقرية فوق 200 درجة مذهلة من العبقرية تكاد لا تكون موجودة (3) إليك عزيزي بعض الأرقام التي قد تهمك: – على معامل ذكاء في العالم هو (210) للمهندس الفيزيائي الكوري كيم أونج يونج. – - بطل العالم في الشطرنج الروسي جاري كاسباروف معامل ذكائه (190). – رئيس وزراء إسرائيل نيتانياهو (180). – الممثلة الأمريكية شارون ستون (154). (4) رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية مرتبين حسب معاملات ذكائهم: بيل كلينتون 182 جيمي كارتر 175 جون كينيدي 174 ريتشارد نيكسون 155 فرانكلين روزفلت 147 هاري ترومان 132 ليندون جونسون 126 أيزنهاور 122 جيرالد فورد 121 رونالد ريجان 105 جورج بوش الأب 98 جورج بوش الإبن 91 وبعد هذه المقدمة عن الذكاء ومعامله؛ عَوْد إلى الواقع المصري.. من الواضح من الأرقام التي ذكرتها أن حكام أمريكا وإسرائيل يتمتعون بمستوى من الذكاء يصل إلى العبقرية في بعضهم، بينما لم يتمتع رئيس مصري تولى أمر بلادنا منذ إعلان الجمهورية بمثل ذكائهم، أو هكذا بدت قراراتهم الخطيرة في فترات حكمهم الحرجة، فمثلا.. قرار عبد الناصر باستفزاز إسرائيل بإغلاق خليج العقبة في 23 مايو 1967؛ بينما لم تكن القوات المصرية جاهزة لدخول الحرب ؟ ومن قبله قراره بتعيين صديقه عبد الحكيم عامر؛ الذي أصبح مشيرا بين يوم وليلة؛ قائدا عاما للقوات المسلحة، ترتب على هذين القرارين هزيمة ساحقة لا زلنا نعاني آثارها حتى اليوم، ألم يكونا قرارين غبيين بكل المقاييس؛ إن نحينا جانبا العوامل الأخرى كالخيانة والعمالة والتآمر من البعض، واحتمال إنه ما كانش عارف ؟ والرئيس السادات؛ ورغم ما عُرف عنه من ذكاء تجلى في التخلص من خصومه عام 1971، وفي قرار حرب أكتوب والتخطيط لها؛ ألم يكن قراره بعقد سلام منفرد مع إسرائيل قرارا قد يعتبره البعض محدود الذكاء؛ إذ ترتب عليه تضاؤل دور مصر الإقليمي حتى قزّمه، وتعاظم به دور إسرائيل حتى تعملق ؟ ومع ذلك؛ فقد قُتل بعد أحد عشر عاما من توليه السلطة، وربما كانت أمارات ذكائه ستتبدى لو لم يتآمر عليه المتآمرون واستمر في حكم مصر. وفي فترة حكم الرئيس السابق مبارك؛ مع تعدد القرارات الغبية التي غطت ثلاثين الأعوام العجاف التي حكمها؛ سأذكر مثالا واحدا: وقّعت مصر اتفاقية تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل، بسعر متدنٍ يقل كثيرا عن السعر العالمي، ولمدة خمسة عشر عاما بنفس السعر، وإسرائيل يرأس وزراءها نتينياهو؛ إللي معامل ذكائه (180)، ألا يدل مجرد توقيع هذه الاتفاقية على محدودية ذكاء مؤسسة الحكم بأكملها، في مقابل حكام إسرائيل الأذكياء ؟ وإلا فإنها الخيانة والعمالة والتآمر إن لم تكن غباء ! وفي المقابل؛ إن كان توقيع هذه الاتفاقية قد يعتبره البعض ذكاء؛ واحنا إللي ما بنفهمش في الاقتصاد والاتفاقيات الاستراتيجية، فأعود لأذكر حضرتك أن النصابين أذكياء، ولكنهم يستخدمون ذكاءهم في الاستيلاء على حقوق غيرهم، والمفروض أن تستفيد البلاد من ذكاء حاكمها، لا أن يُخضِعها بغبائه لمن هم أذكى منه ومن جهاز حكمه، ويكنز الثروات في غفلة من الشعب الغافل. وهكذا.. دول العالم المتقدم يتمتع رؤساؤها وحكامها بالذكاء والنجابة والقدرة على القيادة والمناورة والريادة وكسب الحاضر والمستقبل، على حساب دولنا العربية المسكينة التي ابتُليت بحكام لن يتعدى - كما أتصور - معامل ذكاء أنصح واحد فيهم 70 ، وقد تصل معاملات ذكاء بعضهم إلى درجة التخلف العقلي ! أليس من حقنا أن نطمح أو نطمع أن يرأس بلادنا رجال أذكياء ؟ أليس من حقنا؛ منعا للآثار الرهيبة للقرارات الغبية؛ أن نعرف مستوى ذكاء من سيصبح رئيسا علينا ؟ أم إننا كُتب علينا أن نبقى في أماكننا؛ مرتدين دوما إلى الوراء؛ نغبط إسرائيل وأمريكا ودول العالم الأخرى على ذكاء رؤسائهم وحكامهم، ونتحسر على محدودية ذكاء من عندنا ؟ إسلمي يا مصر.