في ما يبدو أنه يتماشى مع نهجها، واقتراحها، بتمكين العسكر من الخروج الآمن، تدرس جماعة الإخوان المسلمين طرح مبادرة جديدة حول 25 يناير المقبل، تضمن التسليم السلمي للسلطة، والاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير، ومن المقرر أن يعقد المكتب التنفيذي ل«الحرية والعدالة»، اليوم، اجتماعا لمناقشة الأمر، والأرجح أن تتم الموافقة على الاقتراح، ولكن لا أحد يعلم متى سيصدر القرار النهائي، وسيكون في الأغلب في آخر لحظة مثلما هى عادة الجماعة. المبادرة التي رفض القياديون في الحزب الإفصاح عن مضمونها إلا بعد اجتماع اليوم، تتضمن دعوة الأحزاب إلى وضع خطة احتفالية، بذلك اليوم، ووضع جدول زمني لتسليم السلطة، مشترطة أن يتضمن الاحتفال إعلان المجلس العسكري أنه سلم 50% من سلطاته، والمتمثلة في السلطة التشريعية، إلى البرلمان المنتخب، مع تأكيد المحافظة على هيبة المؤسسة العسكرية. الجماعة تدرس إقامة احتفال كبير في ميدان التحرير، في مناسبة تلك الذكرى، وتحديد مجموعة من المطالب، بعد التوافق عليها مع القوى السياسية. من جانبه قال القيادي في «الحرية والعدالة»، "صبحي صالح" إن جماعة الإخوان المسلمين ستحتفل بذكرى ثورة 25 يناير، وإنها تطلق مبادرة للحوار مع القوى السياسية والأحزاب، لمناقشة ذلك، وأيضا طرح وجهات النظر حول اللجنة التأسيسية، وكذلك إعداد الدستور، لافتا إلى أن الحوار يحمل رسائل تطمينية للأحزاب كافة، وقال «سنطرح دستور 71 كمسودة حوار». أكد "صالح" أن هناك موضوعات شائكة، كمستقبل النظام الاقتصادي والسياسي، وصلاحيات الحكومة، والبرلمان، والرئيس، وأضاف :«نعتقد أن تلك الموضوعات هى التي ستحددها اللجنة التأسيسية الواضعة للدستور»، موضحا :«نحن نسعى إلى أن يتم التوافق بين القوى السياسية، وهناك خمسة موضوعات يتوافق الجميع عليها، وهى هوية الدولة، والمقومات الأساسية لها، وكذلك المقومات الاجتماعية، والأخلاقية، وسيادة القانون»، مشيرا إلى أنه على قناعة بأن المجلس العسكري سيسلم السلطة في يونيو، وتابع :«الثورة لن تحقق أهدافها في عام، غير أنها حققت إنجازا كبيرا، يتمثل في المضى نحو الديمقراطية، وإجراء انتخابات برلمانية، وفي طريقنا إلى الشورى والرئاسة». وحول حقوق الشهداء والمصابين قال "صالح" : «هناك مسار قضائي، وهناك مسار تعويضي تقوم به الحكومة حاليا، والشهيد لا ينتظر أجرا»، مشيرا إلى أن «التحقيقات تسير في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، وبدأت ملامح الطرف الثالث تنكشف من خلال قضية التمويل الخارجى». إذا كان الإخوان غيروا موقفهم، وأعلنوا نزولهم إلى الميدان، فماذا عن السلفيين والجماعة الإسلامية؟ رئيس حزب الأصالة "عادل عفيفي"، قال «لن نشارك في فوضى»، مطالبا أهالي الشهداء بالنزول إلى ميدان التحرير ورفع مطالبهم «دون قلق»، معللا تلك الرؤية بقوله «الحزب لم ولن يبيع الشهداء أو الثوار وإن الشعب المصري لا يريد فتنا في تلك المرحلة وإن كل من لديه مطالب فعليه أن يعبر عنها بشكل متحضر، لأن المظاهرات مجرد وسيلة للوصول إلى غاية وليست هدفا في حد ذاته». وأضاف، إذا واجهنا المجلس العسكري ستدخل البلاد في فتن، متسائلا :«لماذا لا نصبر، خصوصا أن مجلس الشعب على وشك الانعقاد»، معتبرا أن حق الشهداء «محفوظ» وأن التعويضات ستأتى لأسرهم. قال "علاء شتا"، عضو الجناح العسكري لجماعة الجهاد، إن «الجماعة» لن تشارك في الثورة وأيضا لن تشارك في «الاحتفال»، مضيفا :«البلاد تسير بخطى سليمة نحو الشرعية». عضو الهيئة العليا لحزب النور الدكتور "بسام الزرقا"، تساءل :«ما الذي يجعل الحزب ينزل للمشاركة في ثورة ثالثة؟ وضد من؟ ولماذا؟»، موضحا :«نحن نريد استكمال أهداف الثورة لا استغلال اسمها، وتحويلها إلى فوضى مدمرة للثورة الفعلية، ولا يمكن أن نستكمل أهداف الثورة قبل أن نبتر الفاسد».