شهد هذا العام تعاقب عدد كبير من الوزراء على حقيبة الثقافة، فبعد فاروق حسني تولى الدكتور جابر عصفور ، ثم المهندس محمد الصاوي والدكتور عماد أبوغازي وأخيرا الدكتور شاكر عبدالحميد . وكانت وزارة "عصفور" مرفوضة من المثقفين باعتبار أنها جاءت بتكليف من الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء المكلف من قبل الرئيس المخلوع مبارك، واعتبره المثقفون غير متضامن مع الثوار بقبوله للوزارة . كما تعرض المهندس الصاوي لهجوم كبير من عدد من المثقفين وخاصة من تيار اليسار بسبب ما وصفوه بميوله للتيار الديني ولضعف خبرته على حد قولهم . فحسب التقرير الذي نشره موقع «محيط»، فقد شهد العام على المستوى العالمي اعتراف أغلبية أعضاء منظمة اليونيسكو بعضوية فلسطين، مما أثار حنقا أمريكيا وإسرائيليا بالغا ، وجعل أمريكا تسحب تمويلها للمنظمة والذي يمثل نسبة كبيرة تصل إلى الربع ، ولكن المبادرات انهالت على المؤسسة لتعويض الفاقد وخاصة من الشيخة موزة حرم أمير قطر . واختتم العام الحالي بأزمة حريق "المجمع العلمي" الذي يحوي كنوز من الكتب والمخطوطات ككتاب "وصف مصر"، الذي أنجزه علماء الحملة الفرنسية قبل ما يزيد على 200 سنة. كما شهد العام سحب جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من الكاتب سيد القمني إثر قرار من هيئة مفوضي الدولة، وجاء بالقرار أن إبداعات الكاتب الفكرية خالفت القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. ولعل أولى أزمات العام الثقافية، قد بدأت بإلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي واكب موعد انطلاقه أحداث ثورة مصر في 25 يناير، وترتب على ذلك خسائر كبيرة للناشرين المصريين ، وقد أقيم لتعويض الناشر المصري معرضين بديلين للكتاب بالجيزة والإسكندرية بترتيب هيئة الكتاب واتحاد الناشرين المصريين. كما شهد العام بيانات احتجاج واسعة من جانب المثقفين على ما وصفوه بمحاولات سرقة الثورة لإعادة عجلة التاريخ للوراء، وعلى عنف قوات الأمن من الشرطة العسكرية والمدنية بحق المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير وغيره من المناطق . وتضامن المثقفون أيضا مع الشعوب العربية المتطلعة للحرية في سوريا واليمن وليبيا ، قبل أن تتحرر الأخيرة بسقوط نظام القذافي، وذلك عبر وقفات احتجاجية وبيانات ، كما تضامنوا مع نظرائهم من المثقفين والفنانين الذين يواجهون محنة قصف أقلامهم وتعمد إيذائهم للصمت للأبد ومنهم السوري رسام الكاريكاتير علي فرزات . من ناحية اخرى، فقد المجتمع الثقافي الراوئي خيري شلبي ومن بعده الفيلسوف أنيس منصور والكاتب الساخر أحمد بهجت. وفي فلسطين عمدت قوات الاحتلال استفزاز الشباب الذي تجمهر لحضور أُمسية ختام المهرجان الأدبي الفلسطيني العالمي، وأطلقت قنابل غاز عند باب الخيمة، مما أدى إلى وقوع حالات إغماء وهلع وإصابات بعد المواجهات مع الجيش "الإسرائيلي". وتعرض الشاعر الفلسطيني نجوان درويش لحملة تحريض إسرائيلية إعلامية بعد رفضه المشاركة في ندوة تجمعه والأديب الإسرائيلي موشيه ساكال. أما في ليبيا فقد تعرض الشاعر الشاب ربيع شرير للتعذيب على أيدي جهة تابعة للقذافي . وعالميا ، تعرضت اللاجئة الروسية ماريا إميلية للطرد من النرويج بسبب نشرها لكتاب "الإقامة غير المشروعة في النرويج" متهمة الحكومة بالتكاسل