"إحنا آسفين يا ست البنات" أنشأوها سريعا هى و غيرها من عشرات الصحفات "الرجولية" على موقع الفيس بوك خلال اليومين الماضيين. يعتذرون موجهين لها كلمات رقيقة يواسون بها أنفسهم قبل أن يواسوها هي. لم يرفعوا صورتها و قد تجردت من ملابسها ولكن رفعوا لافتة مكتوب عليها "إحنا آسفين يا ست البنات" ووضعوا صورة الشاب الذي حاول إنقاذها فغمرت الدماء وجهه "حسن محمود" .. فجميعهم "حسن" و هذه الفتاة هى "مصر و الثورة و الحياة الجاية" كما علق أحدهم. تكاد تسمع في كلماتهم أصوات اقتربت أن تجهش بالبكاء، استعان أحدهم ببيت شعر لأمل دنقل "كيف تنظر في عين أمرأة أن تعرف أنك لا تستطيع حمايتها".. و قال آخر : "مش انتي اللي اتعريتي أنتي عرتينا كلنا، شفنا فيكي خفنا، أحنا اللي سكتنا على من أجروا كشف العذرية لسميرة إبراهيم في غرفة مغلقة وتظاهرنا أننا لم نعرف شىء، و لكننا رأيناك بأعيننا هذه المرة، أزاى هنسكت يا مصريين؟". لكن ليست كل الأصوات يخنقها البكاء، فهناك أخرى تشعر برائحة التراب في أنفها وتسمع صوت الهتاف في سطورها، يقولون "لا تشعري بالخزي حقك هناخده و مش هنسيب اللي أهانك"، غالباً كتبها من على هاتفه المحمول أثناء وقوفه في ساحة "الموت المجاني" بمدخل شارع القصر العيني، كتبها وهو لا يدري كيف يمكنه حقاً أن يأخذ حقها وغالباً من نفس المكان وبنفس صيحة الغضب طالبها آخر "إعلني عن نفسك و بقوة لا تحبسي نفسي داخل البيت.. لا تسمحي لأي شخص أن يقهرك، أنتى قبلنا جميعا وأمامنا جميعا، أنت الوحيدة في هذه الصورة التي لم تخطىء، اقترف خطيئة من مد يده الدنيئة عليكي، و اقترف خطيئة من تركك هنا كوحدك فلم ينزل ليقف بدلا منك".