أوردت الإذاعة الاسرائيلية خبراً كاذباً عن تهنئة مزعومة قام بتقديمها الرئيس حسني مبارك إلي بنيامين بن إليعازر - وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي - بمناسبة عيد ميلاده ال 74. ومن المعروف أن للميديا الإسرائيلية تاريخًا طويلاً في التلفيق ونشر الأخبار الكاذبة بهدف التأثير في معنويات العرب وإشاعة اليأس والوهن في نفوسهم وزعزعة ثقتهم بقياداتهم، ومما يؤكد كذب الخبر وعدم معقوليته التقارير المعلنة التي يعرفها الجميع بشأن مذكرات اعتقال موجهة لمحكمة الجنايات الدولية ضد عدة شخصيات إسرائيلية من بينهم بن اليعازر لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كذلك سمعة بن اليعازر المدوية كسفاح ولغ في دماء العرب ولم يتردد عندما كان وزيراً للدفاع في اعتماد سياسة الاغتيالات والعقاب الجماعي وإطلاق النار تجاه مناطق مأهولة بالسكان في الضفة وغزة، وكان أول وزير دفاع اسرائيلي يستخدم طائرات إف 16 في ضرب المدن الفلسطينية. وبسبب دمويته هذه أوكلت إليه مهمة إخماد الانتفاضة في عام 2001، وكانت حصيلة الشهداء في الفترة من مارس حتي ديسمبر ذلك العام 600 شهيد وقرابة 20 ألف جريح. ومن المعروف أن الشهرة المدوية للوزير الإسرائيلي كمجرم حرب مطلوب للعدالة قد نشأت بعد إذاعة فيلم روح شاكيد الذي أذاعه التليفزيون الإسرائيلي عام 2007 وفيه يظهر قتل 250 أسيراً مصرياً في نهاية حرب 67 بأوامر من بن اليعازر الذي كان يرأس ما يسمي بوحدة شاكيد، وتظهر شهادات جنود إسرائيليين ومصريين أن الوزير الإسرائيلي أمر بقتل الأسري عن طريق استخدام المروحيات التي حامت بشكل منخفض فوق رمال سيناء واصطادت الجنود الذين لم يكن من بينهم من يحمل السلاح، كما يتبين من عدة شهادات أن بن اليعازر نفسه قد أطلق النار وقتل أسري حرب عزلاً من السلاح. وتشير نشأة بن اليعازر الذي ولد في العراق عام 1936 إلي أنه هاجر الي إسرائيل عام 1949 والتحق بكلية القادة والأركان، ثم استكمل دراساته العليا في كلية الأمن القومي بتل أبيب وتدرج في المناصب العسكرية حتي خرج من الجيش عام 1984. هذا وقد قامت نقابة المحامين المصريين في أغسطس عام 2007 بإقامة محاكمة شعبية لقاتل الأسري المصريين حضرها رموز قانونيون من بلدان العالم وتم توجيه الاتهام إليه بالاشتراك في قتل وتعذيب أسري مصريين في مناطق مختلفة بسيناء وإخفاء جثث الشهداء من المدنيين والعسكريين ودفنها مخالفاً القانون، إضافة إلي ارتكاب مخالفات للمادتين 13 و420 من اتفاقية جنيف والمادة 47 من اتفاقية حماية المدنيين.. وانتهت المحاكمة إلي صدور الحكم بإعدامه مع تعويض مليون دولار لعائلة كل شهيد. هذا وقد شهد المحاكمة وأدلي بشهادته فيها خمسة من الأسري المصريين في حرب 67، وكذلك أهالي الشهداء الذين قتلهم ودفنهم بنيامين بن اليعازر. وبعد كل هذا تأتي الإذاعة الإسرائيلية وتزعم بكل صفاقة أن الرئيس مبارك اتصل به وهنأه بعيد ميلاده.. وكان ناقص أن تقول إنه أرسل إليه دستتين جاتوه مع شريط أغنية سنة حلوة يا جميل!