رغم مواصلة المئات اعتصامهم عند مجلس الوزراء للأسبوع الثالث على التوالي، وتمسكهم بالمطلب الأول في تشكيل حكومة إنقاذ وطني ورحيل حكومة الجنزوري، إلا أن بوادر أوحت أمس بأن الاعتصام في طريقه إلى الانتهاء. عدة مشاكل حدثت في الساعات الأولى من صباح أمس بين عدد من المعتصمين، وبلطجية حاولوا دخول مقر الاعتصام، ووصل الأمر إلى حد الضرب بالشوم والعصي، وسقوط إصابات من الطرفين، ولوحظ تزايد عدد مدرعات الجيش في محيط شارع مجلس الشعب، والشوارع المحيطة، وهو الأمر الذي فسره البعض بأنه خطوة على طريق فض الاعتصام من خلال محاولة دخول البلطجية الاعتصام وإحداث حالة شغب، ومن ثم يكون للجيش الحق في فض الاعتصام، وإظهار الأمر على أنه محاولة لفرض الأمن على مجموعة من البلطجية. المعتصمون تنبهوا للأمر، خاصة بعد ظهور دعاوي من قبل البعض في الاعتصام بضرورة فضه، وقام المعتصمون، بتشديد إجراءات التفتيش على مدخلي اعتصام مجلس الوزراء، وقاموا كذلك بإلقاء القبض على بلطجي حاول دخول الاعتصام ومعه " مطواة"، وتم تسليمه إلى الجيش، بعد أن أوسعه المعتصمون ضربا. حركة شباب من أجل العدالة والحرية التي أعلنت أنها ستواصل الاعتصام أمام مجلس الوزراء، حتى يوم 25 يناير القادم أصدرت بيانا أكدت فيه مواصلتها للاعتصام أمام المجلس وأن قرار فض الاعتصام لا يملكه سوى المعتصمون" الحركة استنكرت المحاولات التي قامت بها بعض القوى السياسية للتفاوض على فض الاعتصام قائلة " ليس من حق أي قوى سياسية غير مشاركة في الاعتصام أن تتفاوض بأسم الاعتصام، هذا حق المعتصمين دون غيرهم فقط". كما استنكر عدد من المعتصمين في بيان لهم وزعوه أمس في مقر الاعتصام، قيام البعض بالتفاوض مع الفريق سامي عنان عضو المجلس العسكري، باسم اعتصام مجلس الوزراء، أول أمس الثلاثاء، حيث اجتمع الفريق سامي عنان بسبعة من الشباب قالوا عن أنفسهم أنهم من معتصمي مجلس الوزراء، وهو ما نفاه المعتصمون، مشيرين في بيانهم أنه لا تفاوض مع أي جهة أو مسئول إلا بعد اتخاذ قرار جماعي بهذا الشأن. وأوضح البيان أن الشباب الذين أجروا المقابلة مع عنان، ليسوا من المعتصمين، ولا يحق لأي أحد التفاوض باسم الاعتصام، طالما أنه ليس جزءا منه. والد الشهيد أحمد خليفة الذي استشهد يوم الغضب 28 يناير فاجئ المعتصمين أمس الأربعاء، بوجوده وبكى بكاء هستيريا وقال للمعتصمين "محدش حاسس بينا عايزين يضيعوا حق ولادنا، كل الأحزاب بتجري دلوقتي على البرلمان، ونسيوا دم الشهدا اللي لولاه مكنش مبارك مشي"، المعتصمون التفوا حول والد الشهيد، وأقسموا انهم لن يتركوا الاعتصام إلا بعد الإتيان بحق الشهداء.