فى حديث عن الديموقراطية يقول المهندس محمد الصاوى مؤسس ساقية الصاوى ومرشح حزب الحضارة/ التحالف الديموقراطى :الديموقراطية كلمة حيرت الناس وأخذت حيزًا كبيرًا من المناقشات ولها مؤيدون ومعارضون، وأنا من المنحازين لها ومقتنع بأنها يجب أن تُطرح على الناس بمفهومها الحقيقي وليس من خلال الحيز السياسي الضيق الذى حصرها في عملية تصويت، فلقد تصور الناس أن الديمقراطية هي خروجنا إلى بديلين أو أكثر لكي يختار كل منا مايختاره، ومفهومٌ أن الديمقراطية صراع فكري ينتهى بإنتصار فكر على آخر مفهوم ساذج،ولكنها في الأصل مشوار فكري وممارسة عقلية حقيقية بين مجموعة من الناس يشعر كل منهم أنه يتساوي مع الآخرين في حقوق طرح الأفكار في مساحة كافية لتوضيح رؤيته وزاويته، وعلى ذكر الرؤية والزاوية أذكِّر الناس دائمًا أننا عندما ننظر بعينواحدة فقط نرى زاوية واحدة للأشياء وأن الصورة لا يمكن أن تتجسم إلا بتقاطع شعاع الرؤية بالعينين، وأن العين الواحدة ترى الشىء ثنائي الأبعاد ولا يمكن أن ترى العمق، كذلك إذا وقف أحدنا على قدم واحدة يكون اتزانه أقل بكثير عن نصف اتزانه عند الوقوف على القدمين، وهذه أدلة أراها كافية على أن ممارسة الديمقراطية يجب أن تكون من زوايا عديدة حتى نتمكن من تناول أي موضوع وبحثه بشكل منهجى وعلمى تحليلى للوصول إلى الفكرة الأفضل التى ليس من الضروري أن تكون مطروحة من قِبل أحد أطراف النقاشولكنهم قد يتوصلون إليها بالنقاش المثمر والدمج بين كل أفكارهم... ولذلك أقول لمن يرددون دائمًا أننا نحتاج إلى ديكتاتور عادل: فليذهب إلى الجحيم هذا الديكتاتورالعادل لأنه لم يحقق إلا جزءًا ضعيفًا من المعادلة وهو العدالة وبالطبع لن يحقق التميز الذى يتحقق بمزج الأفكار ببعضها للوصول إلى نتائج أرقي من تلك التى يتوصل إليها الفكر الواحد... ممارسة الديمقراطية يجب أن تكون في نطاق الأسرة والأصدقاء والعمل وفي كل مكان لنعيش بشكل أفضل ولنفرح بالخسارة من باب أننا عندما نخسر في مناقشة فهذا يعني أننا اكتسبنا فكرة جديدة لمن كان نعرفها قبل المناقشة، وأتمنى أن يعم ويسود هذا الشعور لكي يصلح سمعة الديمقراطية التى أهدرت فى زحام المناقشات العنيفة التصادمية التى لا يمكنها أن تبني بدون المودة وتقبل الخسارة النظرية التى هي في حقيقتها مكسب للفرد والمجتمع كله.