مفيش فايدة .. رجعت ريما لعادتها القديمة .. فقد لفت نظري المذيع المحترم يسري فودة وأنا أتابعه في برنامجه " آخر كلام" على " اون تي في " الى مانشيت الأخبار يوم الاثنين 10 / 10 بعد الأحد الدامي ، فذهبت إلى عملي في الصباح وفتحت الانترنت لأتابع مانشيتات الصحف القومية لأرى كيف تعاملت مع الحدث .. ولأنني صحفي مش بقّال في سوبرماركت أعرف يقيناً إتجاه كل صحيفة من خلال عنوانها الرئيسي .. عايزه تاخد القارىء لفين ولصالح مين ضد مين .. ونبدأ بالأخبار بعد الثورة - وخد بالك أوي من بعد الثورة – فقد تصدر صفحتها الأولى ثلاث صور متتابعة بمعنى إن واحد تاخدنا لاتنين واتنين تاخدنا لثلاثة .. الصورة الأولى أحد القساوسة يخطب في المسيحيين بما يوحي التحريض الواضح .. والصورة التانية جموع المتظاهرين في ماسبيرو بما يوحي أن هجمتهم تتارية .. والثالثة بحجم أكبر ساحة ماسبيرو مشتعلة. خلاص خلصت .. مش بيقولوا الصورة بتتكلم لوحدها وتُغني عن ألف صفحة مقروءة .. يبقى السيناريو اللي الأخبار عايزاه يوصل للقارىء ، ان العملية منظمة مليون في المائة ..أدي قسيس بيحرض .. وأدي جمهرة تتارية .. وأدي النتيجة السودا. تعالى بقى نشوف المكتوب : متظاهرون أقباط قادمون من شبرا يقطعون الطريق ويحرقون السيارات " نفهم من كده أنهم كانوا ناويين ع الشر وأنهم قطّاع طرق وبلطجية" .. وأسفرت الأحداث عن إحراق وإتلاف سيارات ومركبات الشرطة والجيش والمواطنين. هذا ما نشرته الأخبار .. وكفاية اوي الصور التلاتة التي أشرت أليها لتعرف أن القائمين على الجريدة لسه بيشتغلوا بنفس الاسلوب القديم. اما " الاهرام " فلم تختلف كثيرا عن جارتها في المكان والتوجهات .. وكان عنوانها الرئيسي : عنف ودماء في مظاهرات الأقباط بعد البداية السلمية " كويس انها قالت سلمية " .. ووفاة 24 جنديا ومتظاهرا .. ونقف هنا .. ذكرت كلمة جندي قبل المتظاهر مما يوحي أن الأكثرية من الجيش .. حنقول أنها لم تكن تعرف كم من هنا وكم من هناك .. لكن لو عندها ذرة عقل وفيه مثلا 10000 بيتعاركوا مع بعضهم والعشرة منهم مثلا 9000 متظاهر والف من الجيش وحدثت وفيات .. بالعقل كده .. مفترض تكون الأكثرية في اى جانب؟ .. الا اذا كان المتظاهرون نزلوا مسلحين بأسلحة فتاكة وفين يوجعك. وفي تفاصيل الخبر لم تذكر الأهرام أان أحدا من المتظاهرين قد قُتل ، بل قالت بالحرف الواحد " ثم أطلق متظاهرون أعيرة نارية مما أدى إلى استشهاد 3 جنود وإصابة 100 جندي آخرين. أدي الاخبار وأدي الاهرام .. ندخل على الجمهورية .. والمانشيت " من يشعل في مصر نارا" .. واضح ان اللي كتب المانشيت مغرم بقيس وليلى " جئت تطلب نارا ام جئت تشعل البيت نارا" .. عنوان لئيم ومفتوح.. لكن تعالى نقرا السطور “ مسيرة الغضب القبطية خرجت عن النص.. " حكم نهائي من الجمهورية لايقبل القسمة على اتنين " .. ونكمل : والمتظاهرون كانوا قد قطعوا الطريق أمام ماسبيرو وأضرموا النيران في عدد من السيارات " .. كده لوحدهم ناموا وحلموا انهم حيخلصوا على الجيش وحياخدوا حقهم بإيديهم وقاموا نفذوا اللي حلموا به. إذن ياجماعة الخير .. أحمد زي الحاج أحمد .. او شالو الدو جابوا شاهين .. بس الدو ماقلش منتش لاعبين انما ساب شاهين يلعب على كيفه .. فلا ثورة غيّرت مفاهيم ومنظومة.. فقط من تغيّر رأس النظام .. كان مبارك والآن المجلس العسكري .. الذي أكاد اشك انه يعطي أوامره لهذه الصحف القومية بما تكتبه ومالا تكتبه ، لكن المسئولين عن هذه الصحف كأنهم مبرجمون على هذا الأمر .. مسألة وراثية بحتة.. صحيفة قومية يعني صحيفة نظام ان شالله يكون هذا النظام الحاج محمد البقال .. مش مشكلة .. المهم انه يحس - أقصد عم محمد البقال - ان إحنا معاه قلبا وقالبا واللي عايزه حتى ان لم يصرح به علانية .. حنعمله. لذلك أكاد أصدق أيضا كلام اللواء اسماعيل عتمان مدير إدارة الشؤون المعنوية في المؤتمر العسكري حين قال في تعليقه على التغطية التليفزيونية المهينة للأحداث .. ان القوات المسلحة لا تقوم بتوجيه الإعلام يمينا أو يسارا .. لكن - والكلام لي – التليفزيون نفسه ميعرفش يبقى محترم ، او لنقل أنه بحاجة لسنوات طويلة جدا عشان يبقى محترم ، فالتركة الموروثة عفنة ، ولابد - ان كنا نطمح لإعلام نزيه وحر - من جيل جديد لم يعاشر هذه الأوضاع النتنة التي استمرت أكثر من 50 سنة. ولو صمت اللواء عتمان عند هذا الحد لكان خيرا له ، آما وأنه راح يُثني على التغطية " الهيكلية " للأحداث التي قدمت الحقيقة دون رتوش .. فهنا نقولها بجرأة : لأ .. التليفزيون " بتاع النظام " لم ينقل الحقيقة ، بل نقل ما يرى انه واجب عليه نقله ، لذلك كدت أموت من الضحك وأسامة هيكل يتهم الفضائيات الأخرى والصحف المحترمة أنها تريد إشعال البلد .. صحيح عنده حق .. ابراهيم عيسى وريم ماجد ويسري فوده ومنى الشاذلي والدمرداش هما اللي قالوا : الحقوا يا مسلمين .. فئات ضالة من الأقباط تريد تدمير الجيش المصري الذي حمى ثورتنا ويدافع عن سلامة أراضينا ويحفظها من كل الأعداء. هؤلاء الخمسة عيسى وريم وفودة ومنى ومعتز وغيرهم من الاقلام المأجورة - وربما أنا منهم - من الفلول .. اقبضوا عليهم فورا وخلصونا من أعداء النزاهة والجرأة والحرية. يا سيد اسامة هيكل يا معالي وزير الإعلام المحترم .. اسمع كلام مذيعة عندك إسمها " رشا مجدي" التي كانت " في وش المدفع " وقت الأحداث الملتهبة - في مداخلة طويلة لها ببرنامج " العاشرة مساء " .. شوف قالت إيه على التليفزيون بتاعك ومين اللي كان بيقول لها تقول إيه .. ومين اللي حطّها في هذا الموقف الغبي .. بعدين تعالي قل لي مين اللي عايز يولّعها ؟ .. يا معالي وزير الإعلام .. عيب .. والله العظيم عيب!