ببجاحة تاريخية "لم يخلق مثلها فى البلاد " وبوجه مكشوف وبشكل علنى وسافر وسافل ..خرج علينا أذناب الحزب المنحل فى صعيد مصر ودلتاها مطالبين بحقوقهم المشروعة فى الاستمرار فى العمل السياسى ومن ثم المنافسة على عضوية برلمان الثورة ..مهددين بحشد الجماهير، وقطع الطرق ، وتنظيم الاحتجاجات...بل والقتال إذا لزم الأمر فى حالة صدور قانون العزل السياسى المزمع تطبيقه على من شاركوا فى إفساد الحياة السياسية من أعضاء الحزب ومنعهم من الترشح فى الانتخابات القادمة .. ويا لها مسخرة تاريخية و مفارقة مضحكة إلى حد البكاء ؛ فالفلول يهددون بثورة على الثورة ..بدلا من الاختفاء والاستغفار والبكاء على خطيئتهم فى حق الوطن والناس ..بعد أن نجا الكثيرون منهم من المحاكمات مع زعماء التشكيل الإجرامى الذى كان يحكم البلاد .. المثير للدهشة والقرف والاشمئزازحقا هو خروجهم علينا عبر أكثر من وسيلة إعلامية فى ثوب من الطهروالبراءة ؛ ليؤكدوا أنهم ظلموا وأن انتمائهم للحزب الوطنى لم يكن إلا صوريا وكان فقط من باب " الضرورات تبيح المحظورات " حيث لم يكن أمامهم للنجاح وخدمة أهالى دوائرهم إلا المرور للبرلمان عبر بوابة الوطنى النجسة ..والتى لوثتهم عن غير قصد ،وأنهم فى حقيقة الأمر كانوا من المعارضين للحزب من الداخل ...قال هذا بعضهم مع الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامجه المميز "الحقيقة "..وعليكم أن تتخيلوا معى برلمانا دفع المصريون ثمنه من دمائهم ..جاء ليضع رجاله دستورا يليق بمصر التى أهانها الحزب الوطنى برعاية المخلوع يحتله الفلول أرباب الفساد المنظم والتشكيلات الإجرامية التى حكمت البلاد ..ليضعوا دستور الثورة ولا تتعجب يا عزيزى إنها إرادة الله ..ومشيئة المجلس الذى طبطب على هؤلاء و هدهدهم حتى وصلت استهانتهم بالثورة إلى هذه الدرجة ذات الدلالة المزعجة
وأقول لكم أيها الشرفاء : أين كانت هذه النخوة ،وتلك العصبية ،والثقة فى القدرة على حشد الناس..ولماذ لم نرثورتكم هذه على رجال الحزب والعصابة التى حكمت مصر وأفقرت الصعيد وأهله ووضعت معظم سكانه تحت خط الفقر..ألم يكن الوطن أولى بهذه الحمية والغيرة ؟..ولماذا إذن لم تشاركوا فى الثورة إن كنتم صادقين ؟ وكان هذا شرف لكم جميعا إن كنتم فعلتموه..لماذا لم تخرجوا على الفساد والمفسدين بدلا من مجاراتهم والركوب فى سفينتهم ..من أجل كرسى يخدم مصالحكم قبل أن يخدم مصالخ الغلابة والفقراء .. الآن تتبرأون من الشيطان بعد أن تحالفتم معه لسنوات ..وباركتم خطاياه وكبائره فى حق مصر والمصريين الآن ثارت ثورتكم الخاصة وحركتكم الدوافع التى نعلمها ،ونتفهمها جميعا فقد اشتقتم إلى" موافقون ..موافقة "..وإلى الجاه والسلطة غير مصدقين بأنها قد تذهب إلى آخرين أولى وأحق بها منكم
وأقول لكم يا من تدعون الشرف الآن :إن كان فيكم شريفا حقا لكان قد لاذ بالفرار من حزب كانت فضائحه بجلاجل ..وفساده للركب .. ورائحته النجسة زكمت أنف القاصى والدانى .. كان أشرف لكم أن تتزعموا الثورة ضد هذا الفساد بدلا من مسايرته والركوب على ظهره ..الآن تصرخون وحدكم من حرقة الشبهة ،وتتبرأون من تبعات التهمة ،وتلعنون من كنتم إياديهم ..تقبلون ، وتتمسحون فى أهل الصعيد ، والله إن الصعايدة أشرف وأنبل من أن تركبون على ظهورهم لتصعدوا مرة أخرى إلى أطماعكم ..وهل جفت أراضى الصعيد الطاهرة من الرجال الشرفاء ذوى الكفاءة ،ومن الثوار الحقيقيين لينتخبوكم مرة أخرى،وهل تعتقدون أن برلمان الثورة هيصة ..وأن دخوله سيكون أيضا بالتزوير وحتى إذا افترضنا أن فيكم شرفاء وهو أمرجائز بطبيعة الحال أجيبونى أيها الشرفاء. أليس من دواعى الشرف أن تحاسبوا أنفسكم على سنوات الانتماء لحزب الشيطان الذى قضى على آمال المصريين ،وأن تندمواعلى إسهامكم فى تمتع الحزب بأغلبية وهمية ..ألم تخجلوا قط من أنفسكم .. أو من أولادكم ومن قبل هؤلاء من الله ... ألا تخجلون الآن من الملايين الذين خرجوا فى ثورة عارمة ضد حزبكم الملعون ..أليس من دواعى هذا الشرف أن تعتزلوا السياسة خجلا قبل أن يطالب أحد بعزلكم ..حتى وإن كان منكم الشريف الطاهر المظلوم ،لماذا لا تدفعون ضريبة انتمائكم للحزب الوطنى عن طيب خاطر ؛ فتتركون الساحة لآخرين قد يكونوا أكثر قدرة الآن على خدمة البلاد ؟لماذا تصرون على دخول البرلمان مرة أخرى؟ هل أدمنتم كراسى المجلس ؟..أم أنكم لا تصدقون ما حدث ؟ لإن كنتم فعلا من الشرفاء فاعتزلوا من أجل هذا الشرف الذى تدعون ، ومن أجل وأد الصراع المحتمل، ومن أجل إفساح المجال لآخرين مهمتهم ثقيلة ..اعتزلوا فهو أكرم لكم .. وكفى ما قدمتم من خير أو شر ..دوائركم لم تعدم رجالها الشرفاء لكى تظلوا قابعين على قلب مصر بعد رحيل كبيركم . ..فالوطنى الشريف هو الذى يضع مصلحة بلاده فوق مصلحته ويرضى بالظلم إن كان فى ظلمه إنصافا لوطنه ..هذا طبعا إن كان العزل ظلما للشرفاء ولا نظنه كذلك .. ولا تنسوا جميعا أن الوطنى المخلص هو الذى يخدم وطنه من أى موقع .