تنتهي الحروب الأمريكية آجلاً أو عاجلاً علي الأرض، ولكنها لا تنتهي من علي شاشة السينما، جزء مهم من تاريخ هوليوود السينمائي اعتمد علي الأفلام الحربية، تدخلت أمريكا عسكرياً في الحرب العالمية الثانية في نهايتها في الأربعينيات، ولكنها صنعت من الأفلام الحربية عن هذا التدخل ما يوحي بأن الحرب العالمية هي حرب أمريكا فقط ضد النازية والفاشية، تدخلت أمريكا لاحقاً في نزاع فيتنامي - فيتنامي في الستينيات فسقطت في مستنقع أهوال حرب عصابات لم تكن تتوقعها، ورغم أن أمريكا في حربها تلك كانت معتدية إلا أن من يشاهد تجسيد هوليوود لأهوال وجحيم الحرب التي عاشها الجنود الأمريكيون في أحراش فيتنام لا يمكن أن يمسك نفسه عن التعاطف والإشفاق علي هؤلاء الجنود الذين ساقتهم الألة العسكرية إلي هذا الجحيم، وفي الألفية الجديدة وجدت هوليوود في الحرب الجديدةالأمريكية في أفغانستان والعراق مساحة للعودة الي هوايتها الأثيرة في صنع أفلام عن معاناة الجنود الأمريكان في ساحة المعركة، وسواء كانت تلك الأفلام معارضة للحرب أو تراها ضرورة حتمتها ظروف سياسية وتاريخية معينة، إلا أنها دائماً أفلام ترتدي النظارة الأمريكية رغم مصطلحات مثل «أفلام حرب فيتنام» أو «أفلام حرب العراق»، وفي هذه الأفلام تكون فيتنام أو العراق مجرد مكان فيه أعداء يسعون لقتل الأمريكان، ومؤخراً حظي واحد من هذه الأفلام بتسعة ترشيحات لجائزة الأوسكار وهو الفيلم الحربي «خزانة الألم» «The Hurt Locker» من اخراج «كاترين بيجلو»، وهو فيلم يدور حول فرقة ابطال قنابل تعمل في العراق وسط ظروف سيئة للغاية، وقد أصبحت أفلام العراق جزءًا من مشروعات شركات الإنتاج السينمائي الأمريكية، ولا يكاد يمر عام إلا وأخرجت هوليوود عدداً من الأفلام بعضها يحظي باهتمام والبعض الآخر لا يلفت النظر، وكانت الأفلام الأولي التي تلت هذه الحرب تبدو مناهضة لفكرة الحرب نفسها وتحاول أن تعيد للذاكرة الأمريكية أهوال ومأسي حرب فيتنام التي كانت نتائجها قاسية علي السياسة والمجتمع الأمريكي، ولكن الأفلام التالية عن العراق ومنها فيلم «خزانة الألم» يركز علي آلام الجنود الأمريكيين وسط المعركة حيث لا يتوقف أحد ليناقش جدوي الحرب والقتال في هذا المكان البعيد من العالم، بل يحاول الفيلم اظهار الجنود وهم في صراع محاولة البقاء علي قيد الحياة بكل السبل. في النسخة التي قدمها المخرج «رايدلي سكوت» عن حرب العراق بعنوان «جسم الأكاذيب» «Body of Lies» تناول الطريقة التي يعمل بها عميل مخابرات ميداني علي الأرض، مشاعره مشتتة بين ضرورات واجبه المهني بكل قساوته، وأحكامه البشرية علي واقع يعيشه ويراه كل يوم. من أفلام حرب العراق: «Body of Lies». مدة الفيلم: 128 دقيقة . بطولة: ليوناردو دي كابريو، راسل كرو، جولشفتة فراحاني. يعرض: غداً الثلاثاء الساعة 9 مساءً، شبكة OSN، قناة Show Movies.