"كلاكيت ثالث يوم" إضراب المعلمين، ولكن هذا اليوم اختلف كثيرا عن اليوم الذي سبقه، حيث حمل كثيرا من المشاهد واللقطات الجديدة فيما بين هلع أولياء الأمور وتظاهرهم أمام أبواب المدارس خوفا على ابنائهم من تسريح المعلمين لهم من المدرسة إلى الشارع، وبين تظاهر طلاب المرحلة الابتدائية أمام ابواب المدرسة وقذفهم للأبواب بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة هاتفين " بالروح بالدم عايزين نتعلم"، وبين إضراب المعلمين وجلوسهم على الأرض في أفنية المدارس، ورد الوزارة بإرسال موظفيها إلى المدارس للعمل بدل المعلمين المضربين وتهديدهم بتحويلهم إلى جهاز أمن الدولة "المنحل". مدرسة دارالسلام الابتدائية كان المشهد فيها أكثر فوضى، حينما ترك مديرها أبواب المدرسة مفتوحة على مصراعيها أمام الطلاب وأولياء الأمور المحتجين على إضراب المعلمين، مشيرين إلى أنهم قاموا بقطع الطريق واستدعاء الشرطة والجيش مع بداية أول يوم، إلا أن المعلمين أصروا على الإضراب قائلين: "لو انتوا خفتوا من الجيش احنا مبنخفش وهنكمل إضرابنا". الحال اختلف، في مدرسة القاهرة الفنية المعمارية بدار السلام، والتي كان فيها إضرابا جزئيا من قبل بعض المدرسين الذين حرصوا على التمسك بحقوقهم. وقام أولياء الأمور باحتلال فصول وفناء مدرسة الفاروق الابتدائية، وتم نقل مدرسين مضربين عن الطعام إلى المستشفى، كنوع من الاحتجاج على تجاهل الحكومة لمطالب المعلمين، في حين شهدت المدرسة إضرابا جزئيا من قبل بعض المعلمين، وهوما أدى لحدوث نوع من الفوضى والهرج والمرج داخل المدرسة. إضراب مدارس دار السلام الابتدائية ومدرسة الفاروق الابتدائية(1) التابعة لمجمع مدارس دار السلام لم يؤثر على انتظام الدراسة في المدارس المجاورة لهما التي لم تشهد أي نوع من الإضراب، إلا أن معلميها أعلنوا عن مشاركتهم في المطالبة بحقوق المعلمين بأي صورة أخرى غير الإضراب عن التدريس، لكي لايضروا بمصالح الطلاب، مؤكدين مشاركتهم فى مليونية المعلم المقرر تنظيمها السبت المقبل. وفي محافظة الجيزة، شهدت مدرسة الجيزة الثانوية الصناعية الكهربائية هي الأخرى إضرابا كاملا من جانب معلميها، مؤكدين على استيائهم من الحال الذي آل إليه التعليم الفني المصري، مؤكدين على ضرورة النظر إليه بعناية. وطالبوا وزير التربية والتعليم أن ينظر إلى معلمي المدارس الفنية ويتعامل معهم على أنهم معلمين درجة تانية، المعلمون أكدوا على أنهم مضربين عن العمل إلى حين تحقيق كل مطالبهم، وعدم التعامل معهم بنفس سياسة النظام البائد. فيما شهدت مدرسة الصديق للتعليم الأساسي تظاهر وازدحام لاولياء أمور الطلاب أمام أسوار المدرسة هلعين على ابنائهم خوفا من أن يقوم المعلمين بتسريحهم خارج المدرسة مطالبين بدخول المدرسة للاطمئنان علي ابنائهم. بينما خرج العشرات من طلاب المرحلة الابتدائية من المدرسة في تظاهرة لاعتراضهم على عدم تلقيهم دروس المنهج لليوم الثالث على التوالي، مؤكدين أن هناك معلمين من خارج المدرسة جاءوا لتعليمهم بدلا من معلمي المدرسة، إلا أنهم لم يشرحوا شئ وظلوا ماكثين في الفصول دون شرح. الطلاب عبروا عن سخطهم بهتافات مثل "بالروح بالدم عايزين نتعلم"، وقام بعضهم برشق ابواب المدرسة بالحجارة وزجاجات المياة الغازية والمعدنية الفارغة، وعندما قام احد العاملين بالمدرسة بالإمساك باحد الطلاب وضربه وحبسه داخل اسوار المدرسة، اشتعل غضب الطلاب مرددين "سيبه.. سيبه"، وعلى إثر هذه التظاهرة الطلابية قامت العديد من الاشتباكات بين أهالي المنطقة والشخص الذي احتجز الطالب. معلمو مدرسة الصديق للتعليم الاساسي ومدرسة أحمد زويل التجريبية ومدرسة مصطفى كامل التجريبية المتميزة ومدرسة أحمد عرابي الثانوية بنات أكدوا على أن ادارة العمرانية التعليمية وبعض مديري هذه المدارس قاموا بتهديدهم بتحويلهم إلى الشئون القانونية، والنقل خارج اداراتهم والاستعاضة عنهم بمعلمين آخرين. من جانبه، أكد مجدي زكي، أحد معلمي مدرسة الصديق، أن مدير المدرسة قام بتهديده هو ومجموعة من زملاءه بكتابة مذكرة ضدهم وإرسالها لجهاز أمن الدولة "المنحل"، مضيفا ان المعلمين مصرين على اضرابهم رغم كل التهديدات التي تلقوها من الادارة التعليمية وادارة المدرسة. مدارس إدارة الحوامدية التعليمية كان لها نصيب إضراب المعلمين بالمدارس، حيث شهدت مدرسة ميت قادوس الابتدائية والإعدادية ومدرسة وحده المنوات الابتدائية والاعدادية والمنوات الابتدائية والاعدادية ومدرسة محمد الفقي الابتدائية ومدرسة طارق بن زياد الابتدائية ومدرسة اسامة ابن زيد الابتدائية قامت بالإضراب بالكامل.