أكدت صحيفة "الاثيوبيان هيراليد" الإثيوبية اليومية أن مصر وإثيوبيا تحظيان بعلاقات ثنائية قائمة منذ فترة طويلة تعود إلى آلاف السنين وأن البلدين يتقاسمان الكثير في القيم المشتركة وخاصة تاريخ طويل من الحضارة القديمة وأن البلدين من بين أقدم الأمم التي اعتنقت أكبر عقيدتين وهما المسيحية والإسلام كما أنهما مرتبطان منذ زمن بعيد بنهر النيل. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم - الثلاثاء -، إنه من المؤسف أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اتسمت على مدار العقود الماضية بالافتقار إلى الثقة وأن الزعماء والسياسيين السابقين في البلدين يوجه إليهم اللوم بالمسئولية عن الإبقاء على حالة انعدام الثقة بين الجانبين، وأنه بدلا من أن يبحث هؤلاء الزعماء عن حلول تحقق مكاسب للجميع حول المسائل التي تتعلق بنهر النيل، فضل السياسيين سبل المواجهة بدلًا من التعاون. وقالت "الاثيوبيان هيراليد"إن الزعماء السياسيين السابقين في مصر اقنعوا أنفسهم وأخبروا شعبهم بأن أي شىء غير المواجهة لن يحمي مصالح مصر فيما يتعلق بشكل خاص بمسألة النيل، بل أنهم أصدروا في ذلك تصريحات تتضمن تهديدات ضد أي محاولة لاستخدام مياه النيل، وقالت إن هذا لم يساعد مصر والدول الأخرى المطلة على النهر على ايجاد موقف يحقق مكاسب للجميع لاستخدام المياه من خلال التعاون بينهم بدلا من المواجهة. وقالت الصحيفة إن تغيير نظام الحكم في مصر بعد انتفاضة شعبية، خلق فرصة جديدة لإثيوبيا ومصر لتعزيز العلاقات الثنائية، وأشارت إلى أنه عندما أعلنت اثيوبيا عن مشروع سد النهضة العظيم والذي يجري بناؤه على النيل الأزرق منذ أشهر قلائل، سادت مخاوف لدى الكثير من احتمال حدوث مواجهات خطيرة وهو ما يعزى إلى الافكار الخاطئة المتعلقة باستخدام مياه النهر. وأضافت صحيفة "الاثيوبيان هيرالد" إلى أن الموقف الأثيوبي كان واضحا بأنها ليس لديها نية للإضرار بدول المصب ومن بينها مصر موضحة أن الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء ملس زيناوي هي إعادة الطمأنة على حقيقة أن العلاقات بين البلدين تأخذ اتجاها جديدا الآن وأن زعماء البلدين اتفقا على أن نهر النيل يمكن أن يعمل كجسر بين البلدين لتعزيز علاقات التعاون وليس كمصدر للمواجهة. وأشارت الصحيفة إلى أن اثيوبيا تسعى دائما إلى علاقات سلمية مع جيرانها ومع الدول المتشاطئة الأخرى على نهر النيل وفي الوقت نفسه أعدت لنفسها هدفا لاجتثاث الفقر خلال العقد أو العقدين القادمين وأن سد النهضة العظيم هو أحد المركبات التي ستنقل البلاد من هذا الموقف وفي الوقت نفسه سيظل نهر النيل جسرا لتعزيز الإخاء والتعاون بين الشعبين المصري والإثيوبي. وقالت الصحيفة إن مصر وإثيوبيا لديهما الكثير من فرص التعاون والعمل معا من أجل نهج مشترك للدولتين وأن المحادثات الأخيرة بين رئيسي وزراء البلدين الدكتور "عصام شرف" و "ملس زيناوي" لن تساعد بالتأكيد فقط في تبديد المخاوف والخرافات التي سيطرت على مواطني كل من البلدين بل أيضا سوف تساعد في تعزيز التعاون المتبادل من أجل التنمية.