ما زال المواطن المصري يلجئ إلى أسلوب "لي الذراع" لحل أزماته ومشاكله ، وهو الأسلوب الذي نتج عن فشل الحكومات المصرية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك في إدارة الأزمات ، فاعتاد عليه المواطن المصري حتى بعد ثورة 25 يناير بسبب تخاذل المسئولين في بحث مشاكل المواطنين بجدية والاكتفاء بجولات تفقدية معدودة مسبقا كالعادة. من أشهر أدوات الضغط التي يمارسها المواطن المصري بحرفية والتي غالبا ما تأتي بثمارها بعد أن يتهافت إليه المسئولين ، هي أداة قطع الطريق العام ، رغم أنها وسيلة احتجاجية تخالف القانون وعقوبتها الحبس ، بجانب أنها تعطل مصالح المواطنين وتشل حركة المرور تماما. شهدت محافظة الغربية العديد من حالات قطع الطريق خلال الثلاثة شهور الماضية ، بداية من قيام أهالي قرية الهياتم التابعة لمركز المحلة بقطع طريق المحلة – طنطا ، احتجاجا على تكرار حوادث سرقة حظائر المواشي عن طريق عصابات مسلحة ، وبعدها أهالي قرية محلة حسن الذين قطعوا الطريق الدائري احتجاجا على قيام أحد المسجلين خطر بإطلاق الأعيرة النارية على الأهالي مما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات. مرورا بسائقي وأصحاب سيارات التاكسي الذين قطعوا طريق شارع البحر داخل مدينة المحلة الكبرى ، للمطالبة بإلغاء قرار تجديد السيارات ، ووضع حد لانتشار مركبات التوك توك ، إلى عمال شركة النيل لحليج الأقطان الذين قطعوا طريق السكك الحديدية احتجاجا على تأخر المرتبات ، وأهالي قرية كفر الشيخ سليم بطنطا الذين قطعوا طريق السكك الحديدية أيضا خلال أيام عيد الفطر المنقضي للمطالبة بإنشاء نقطة شرطة بالقرية. هذا في الوقت الذي شهدت الغربية ثلاث حالات لقطع الطريق – أمس من أول – بعدما قام أهالي قرية محلة حسن والعزب التابعة لها بقطع الطريق أمام القرية ، وإشعال إطارات السيارات ، لمنع إقامة "مقلب" للقمامة بالقرب من القرية ، وهو ما لجيء إليه من قبلهم أهالي قرية بطينة التابعة للمحلة الكبرى ، الذين حاولوا إحراق السيارات المحملة بالقمامة. العاملون المؤقتون بمديرية الري بالغربية لم يفوتوا الفرصة وقاموا بقطع طريق شارع البحر أمام ديوان محافظة الغربية بعد تجاهل المستشار محمد عبد القادر – محافظ الغربية – مطالبهم ، والمتمثلة في تثبيتهم في العمل ، وصرف 200% حوافز المجلس العسكري ، إلا أن قوات الجيش تدخلت وإعادة حركة السير. في حين تعطلت حركة المرور لمدة وصلت لما يقرب من أربع ساعات بطريق القاهرة – الإسكندرية الزراعي ، بعد أن قام أهالي قرية الشهيد فكرى التابعة لمدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية والمتاخمة لحدود مدينة طنطا ، بقطع الطريق ، للمطالبة بإنشاء مطبات صناعية بعد تكرار الحوادث المرورية أمام مدخل القرية. وأكد أبو المعالي فائق – أمين حزب العمل في الغربية – أنه كان في طريقه إلى مدينته طنطا قادما من القاهرة ، حينما تعطل ما يقرب من ساعتين في الطريق بسبب احتجاج الأهالي ، مشددا على ضرورة استخدام الحزم مع كل من يعطل مصالح المواطنين ، لأن من شروط الاحتجاج السلمي أن لا يضر أحد ، مشيرا أن هناك أيادي خفية تأجج تلك المظاهر لخلق حالة من الفوضى لتشويه صورة الثورة أمام المواطنين.