"الدستور الأصلي" يرصد أسماك نافقة وأحياء بحرية على شاطئ إدكو بسبب صرف شركة مماثلة لنشاط المشروع الصيادون في مدينة إدكو تتعرض مدينة إدكو، بالإسكندرية، إلى خطر التدمير الكامل، جراء سعي بعض الجهات لإنشاء ما يسمى ب"مجمع الغازات"، حيث أنه لا يسلب فقط ما يقرب من مليون مواطن نعمة تنفس هواء نقي، بل يسلبهم كذلك صحتهم حيث يبعد موقع المجمع عن المنطقة السكنية ما يقرب من 300 متر. اقتراب المجمع التابع لشركة "بريتش بتروليوم" صاحبة أسوء تسرب بترولي في خليج المكسيك على مدار التاريخ من المناطق السكنية المخالف بطبيعة الحال لقانون البيئة رقم 4 الذي يشترط أن يبعد مقر أي منشأة صناعية ما يقرب من 5 كيلو متر عن أي منطقة سكنية يجعل العديد من أجراس الخطر تدق فى آذان أهالي إدكو الذين يعانون حاليا من تلوث متنفسهم الوحيد على البحر المتوسط من مجموعة شركات أخرى تقوم بإنتاج الغاز كذلك. الدستور الأصلي، قام بجولة في المنطقة للتعرف على الأخطار التي قد تصيبها بسبب إنشاء هذا المشروع. "السمك طاف على وش المايه" هكذا ردد الحاج علي الرشيدي – 53 سنة - أحد الصيادين في منقطة إدكو متحدثا عن التلوث الذي يتسبب فيه شركة مجاورة لموقع مجمع الغازات المزمع إنشاؤه تنتج كذلك الغاز الطبيعي حيث يؤكد الحاج الرشيدي أن هذه الشركة قامت بوضع ماسورة صرف على المياه بحوالي 300 متر داخل البحر منذ سنوات قمنا بإبلاغ الشرطة عنها وعمل محاضر لها دون جدوى. ويضيف الرشيدي أن هذه المياه قبل إصابتها بهذه الملوثات الصناعية كانت تعد أفضل المناطق التي يتكاثر فيها السمك – السردين والجندوفلي - وكان يقوم الصياد بجني منها جراء ساعات عمل لا تتجاوز الساعتين ما يقرب من 400 جنيه يوميا أما الآن – و قد تغيرت تعبيرات وجهه تماما - فيقضي الصياد أكثر من 5 ساعات بالمياه بحثا عن طن من الأسماك . وتعد عملية صيد الأسماك مصدر رزق لآلاف الأسر في منطقة إدكو سواء التي تعمل على صيد الأسماك أو ما يطلق عليهم "بالسريحة" الذين يقومون بتوزيع الأسماك على البائعين كل هؤلاء انخفض دخلهم بشكل ملحوظ مع انخفاض الكميات التى يطرحها البحر من الأسماك. ورصد "الدستور الأصلي" بالصور فساد العديد من الأسماك على الشاطئ القريب من موقع إنشاء المجمع و تغير لون البحر حتى أصبحت الأمواج تطرح على الشاطئ ما يسمى "بالريم أو المستحلب الزيتي" وذلك نتيجة لاختلاط الزيت المنبعث من مخلفات شركات إنتاج الغاز المجاوره بماء البحر كما يذكر المهندس حامد خميسي خبير فحص وتشغيل وحدات البتروكيماويات مؤكدا أن الصرف الصناعي لشركات الغاز الموجودة بجوار الموقع تصرف مواد سامة منها "الميثانول" الذي يؤدي لتقليل كمية الأكسجين فى الماء ومن ثم تقليل الثورة السمكية . ولم تكن الأسماك الضحية الوحيدة من الملوثات المنبعثه من شركات الغاز بل امتد إلى المحاصيل الزراعية حيث يؤكد الحاج محمد عبد الحميد صاحب إحدى الآراضى المجاورة لشركات الغاز أن هناك ما يقرب من ستة أفدنة تم تدميرهم بالكامل بسبب الانبعاثات الملوثة التي أثرت على المياه التي كنا نروى بها المحاصيل . وأوضح الحاج عبد الحميد أنه تم رفع دعاوى قضائية على الشركة وتغريمها ما يقرب من 34 مليون جنيه ولكنها لم تدفع منها شئ للمزارعين حتى الآن مثلها مثل الكثير من الوعود التي أطلقها أصحاب هذه الشركات قبل إنشائها ووعدوا بتنفيذها ولم يحدث منها إنشاء وحدات تحافظ على البيئة المحيطة بالشركات . هذه الوعود تتكرر الآن على لسان مسئولي المجمع فيرد عليها الأهالى قائلين "اللى يتلسع من الشوربه" هكذا أوضح يمين عبد المنعم عضو ائتلاف القوى الوطنية فى إدكو مؤكدا أنه ليس فقط التأثيرات البيئيه السلبيه من المشاريع المماثله وراء رفض الأهالى لإنشاء مجمع للغازات تقترب إنبعاثاته منهم أكثر من إقتراب إنبعاثات السيارات التى تسير على الطريق الدولى بل ما أكدته تقارير رسمية حذرت من إقامة هذا المجمع . و يشار هنا إلى تقرير صادر من وزارة الدولة لشئون البيئة عام 2003 يؤكد على عدم الموافقة على إقامة مجمع للبتروكيماويات على الأرض المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط و المواجهه للكتلة السكنية لمدينة إدكو – بحسب توصيف التقرير – كما تم مخاطبة محافظ البحيرة – آنذاك – لإتخاذ اللازم نحو إيجاد مواقع بديلة . ووفق لتوصيف التقرير للموقع فهناك مصيف يخترقه الموقع بطول 450 متر بجواره مراكب للصيادين حيث أن العديد من الأهالى يعملون فى مهنة صيد الأسماك , و جنوب الموقع مباشرة بدءا من الطريق الدولى الساحلى يوجد العديد من الكثبان الرملية و زراعات كثيفه من أشجار النخيل و بعض منازل الأهالى و المعهد الدينى الأزهرى ثم الكتلة السكنية لمدينة إدكو التى يبعد كردونها بمسافة متوسطة تقدر بحوالى 400 متر عن موقع المشروع . وأوضح التقرير كذلك أنه نظرا لوجود عدة مشروعات عملاقة مجاورة مقامة على الشاطئ سيؤثر ذلك على الثروة السمكية بالمنطقة التي تشتهر بها مركز ومدينة إدكو ويوجد جزء بموقع المشروع مخصص كمرسى لمراكب الصيد الخاصة بالأهالي. هذه الملاحظات اختلفت تماما عن ملاحظات صدرت من نفس الجهاز التابع لوزارة الدولة لشئون البيئة صدر فى مارس الماضى والذي أعطى موافقة على المشروع . وأوضح محلى إدكو فى جلسة طارئه له فى يونيه 2011 إجماع الأعضاء على رفض إنشاء مجمع الغاز التابع لشركة البريتش بتروليم وذلك لمواجهته للكتلة السكنية مع التمسك بقرار سابق للمجلس صدر فى إبريل 2009 بتخصيص هذه المساحة كمصيف لأهالى إدكو على مساحة كيلو متر على شاطىء البحر . وأوضح الدكتور على أن المعاهدة التي أبرمها وزير البترول - الذي يحقق معه حاليا في قضايا فساد – باطلة لأنها لم تعرض على مجلس الدولة و لم يقرها مجلس الشعب قبل أن ينحل عقب الثورة المصرية، والسؤال لماذا تنازلت الحكومه المصرية السابقه عن حقها فى تنقيب شركة أجنبية عن الغاز على آراضيها وارتضت أن تقوم بشراءه منها، ولماذا صمتت نفس الحكومه على الأضرار البيئية المدمرة لهذا المشروع فى هذه المنطقة بل التسائل الأهم لماذا لازالت حكومات ما بعد الثوره تدعم هذا المشروع تحت مسمى مشروع قومي؟