أكد وزير الخارجية السيد "محمد كامل عمرو" أن وزارة الخارجية لا يمكن أن تعيش فى برج عاجي بمعزل عما يحدث بعد الثورة فهى جزء من المجتمع . وقال وزير الخارجية أن الدور المصري بعد الثورة دور منفتح على كل العالم مشددا على أن الثورة المصرية أعطت مثالا يحتذى ونموذجا للعالم . وشدد السيد "محمد كامل عمرو" على أن وزارة الخارجية لن تسمح بإهانة أي مصري فى الخارج وهى تضع ملف المصريين فى الخارج على رأس أولوياتها ، مشيرا إلى أن ملف المصريين فى الخارج هو ملفه الأول ، كما أن وزارة الخارجية تولى أهتماما كبيرا بملف رعاية مصابي الثورة بالخارج قائلا:"أننا على استعداد لتلبية أي طلبات لهم ". وشدد "محمد كامل عمرو" على أنه لا يوجد حل عسكري أو أمني للوضع فى سوريا قائلا:" أننا نرجو أن يتم الوصول إلى حل سياسي" جاء ذلك خلال لقاء موسع عقده وزير الخارجية محمد كامل عمرو مع المحررين الدبلوماسيين المصريين أوضح خلاله أن ما حدث فى الثورة يجب أن ينعكس على وزارةالخارجية وعلى باقى أجهزة الدولة . وأضاف وزير الخارجية فى رده على سؤال حول اعتزامه تدشين آلية للحوار مع قوى الثورة أن التواصل أساسي ومطلوب لتوضيح الأمور والوصول إلى تفاهم معهم ولا بد من توضيح بعض وجهات النظر حيال بعض القضايا، مؤكدا أنه ستكون هناك آلية للتواصل والتفاعل مع المجتمع المصري . وقال وزير الخارجية :" أنا شخصيا متفائل للغاية ،والأمور ليست بالسوء الذى يحاول البعض اعطاء انطباع عنه ". وحول الأموال المصرية المهربة للخارج وجهود وزارة الخارجية فى هذا الملف قال محمد عمرو :" هناك اتفاقية يتم التفاهم حولها مع ألمانيا فى هذا الموضوع ودورالخارجية هو همزة وصل بين الجهات المصرية والدول ،ونحن ننقل وجهة النظر المصرية ونستفيد من تجارب الآخرين وننقلها بالتالي للجهات المصرية مثل الأمورالتى تتعلق بتوثيق الأموال المهربة والإجراءات السليمة التى يجب أن يتم اتخاذها ، فالخارجية تقدم مساعدات فنية وتساهم فى نقل وجهات النظر وهو ملف مهمجدا أمامنا". وفيما يتعلق بالاتهامات الإسرائيلية بعدم قدرة مصر على السيطرة أمنيا فى سيناء قال وزير الخارجية:" إن هذا الملف يتم معالجته بالطرق الطبيعية ،والقيادة المصرية على وعي كامل بالموقف" . وحول إمكانية تعديل اتفاقية السلام لزيادة عدد الجنود لحفظ الأمن فى سيناء ، قال محمد عمرو أن مصر تلتزم دوما باتفاقياتها طالما يلتزم بها الطرف الأخر ،وهذا جزء من مصداقيتها ، وإذا كانت هناك نصوص تسمح بالمراجعة فاننا سنفوم بمراجعتها . وبالنسبة لإمكانية رفع مستوى العلاقات مع إيران ، قال الوزير: "أننا مع التحاور مع إيران ، وهناك علاقات على مستوى مكتب رعاية المصالح يرأسه سفراء،وهناك حديث مستمر معهم من خلال المحافل الدولية كما أننا شركاء فى ترويكا عدم الانحياز التى تضم كوبا ومصر وايران" . واستطرد وزير الخارجية موضحا أن الحوار مع إيران موجود وعلاقتنا بإيران يحكمها عنصران أولهما مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية فنحن لا نقبل التدخل فى شئوننا كما أن لا نتدخل فى شئون الآخرين،وأضاف أن المبدأ الثاني هو أمن الخليج . وبالنسبة لإمكانية تصويت المصريين فى الخارج وعقد مؤتمر لهم قال:" أننا فى حاجة لإسهام كل مصري فى الداخل والخارج ،وهناك تواصل مستمر ،وبالنسبة للتصويت فأن الأمر فى يد اللجنة العليا للانتخابات ،وإذا ما أقروا التصويت للمصريين بالخارج فان الخارجية ستلتزم بذلك" . وفيما يتعلق بما تردد مؤخرا بشأن تقليص البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج قال وزير الخارجية أن هناك فرقا بين التقليص و الترشيد ،فهناك عمل جاد فى مجال ترشيد العمل،ولدينا قوة بشرية ومادية ولابد من استغلالهما للحصول على أفضل عائد. وأضاف أن مصر لديها نحو 126 بعثة دبلوماسية فى الخارج ، ويوجد على أرضها نحو 140 بعثة أجنبية بالإضافة إلى أكثر من 100 منظمة دولية ما يعكس أهمية دور مصر،مشيرا إلى أنه من الصعب بالتالى أن نغلق الباب لأن " الدور المصري بعد الثورة دور منفتح على كل العالم " . وحرص وزير الخارجية على تأكيد أن الثورة المصرية أعطت مثالا يحتذى ونموذجا للعالم . وبالنسبة للرفض الأمريكى للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لاستصدار قرار بإعلان الدولة الفلسطينية وإمكانية أن تطرح الولاياتالمتحدة أفكارا جديدة لتحريك عملية السلام لوقف هذه الخطوة، أشار وزير الخارجية إلى أن هذا القرار تم اتخاذه من السلطة الفلسطينية وأيدته جميع الدول العربية، وقد دعمت مصر هذا القرار منذالبداية كما أن مصر عضو فى اللجنة المصغرة التى تضم أمين عام الجامعة العربية وممثل السلطة الفلسطينية وخمس دول عربية، وقال :" كما أننا وبوصفنا رئيس لحركة عدم الانحياز قمنا بإرسال رسائل لجميع دول العالم لحثهم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية،وحتى الآن فأن موقف السلطة الفلسطينية هو التوجه للجمعية العامة، ونحن نؤيد هذا التحرك ، أما بالنسبة لمواقف الدول الأخرى فأن لكل دولة حساباتها" .