"مبارك في القفص" المشهد الذي تتطلع إليه عيون ملايين المصريين غدا، منها عيون فقدت نظيرتها في نفس الوجوه بسبب الرصاص أثناء الثورة وعيون أخرى لازالت تسكنها الدموع لاستشهاد الابن أو الأب أو الأخ أو الصديق، في جلسته الأولى التي ينتظرها العالم ، وتؤكد الإجراءات حضوره بينما يتوقع سياسيون غيابه، ماذا لو يتحقق المشهد؟ إذا شعرت القوى السياسية والشعب المصري أن هناك خداع ما ورغبة في عدم مثول مبارك للمحاكمة ستكون الجماهير ثائرة وغاضبة خاصة وأن الكثيرين لا يزالون يشككون في أمر المحاكمة ويعتقدون أنها غير حقيقية ولن تتم ، هذا ما قاله أمين إسكندر – وكيل مؤسسي حزب الكرامة – مشيرا إلى أنه لو تمت إجراءات قانونية سليمة بمستندات وأدلة أن حالة مبارك لا تسمح بحضوره فلابد أن نحترم القضاء ولكنه إذا تغيب عن جلسة لمرض فمن المفترض ألا يتغيب جميع الجلسات ، متوقعا إندلاع مظاهرات وعودة إلى ميدان التحرير في حال تغيب مبارك دون أن يقتنع الشعب بأسباب ذلك. قال عبد الغفار شكر القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير" أن تصريحات منصور العيسوي الأخيرة بشان حرص الداخلية علي حضور مبارك للمحاكمة حتي لا تزيد حالة الاحتقان حسمت الأمر فمن الواضح أن المصريين يريدون ان يروا مبارك في القفص ولكن لا يمكن الجزم بحضور مبارك من عدمه حتى الآن ولو تغيب مبارك عن المحاكمة خاصة لو كانت الأسباب واهية ستستمر حالة عدم الثقة في موقف السلطة الحالية وستتأكد الشكوك المثارة حول عدم رغبة المجلس العسكري في محاكمة مبارك ،وعن الدعوات التي أطلقها مجلس اتحاد أمناء الثورة للتظاهر بميدان التحرير في حالة سيناريو عدم حضور الرئيس السابق قال شكر أن البلد بحاجة لفترة هدوء رافضا فكرة الدعوة." قال خالد تليمة عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة :لا أتوقع مثول مبارك في القفص ولا أتوقع رد فعل من الناس لو تغيب عن المحاكمة مضيفا "الناس التي صفقت للجيش والشرطة وهي تعتقل المعتصمين بالتحرير لن تدعم أي رد فعل ثوري أو مظاهرات حاشدة في الفترة الحالية فلا رغبة لديهم للنزول والتظاهر بالميدان حتي لو كانت الأسباب لعدم حضوره غير منطقية أو مبررة لافتا ان الرد الفعل قد يتأخر لحين صدور نتائج المحاكمة لو جاءت بالبراءة لمبارك"، وتابع "إلا أن كل الاحتمالات مفتوحة للتصعيد من قبل الشعب وخاصة أهالي الشهداء ". أما الدكتورة كريمة الحفناوي – القيادية بحركة كفاية – فهي ترى أنه يجب التفكير ألف مرة قبل قرار تغيب مبارك عن أول جلسة لمحاكمته وذلك لغياب المصداقية بسبب تاريخ طويل من إنعدام الشفافية والتباطؤ الشديد من جانب المجلس العسكري في تحويل مبارك للمحاكمة وتحديد الدوائر الخاصة تلك الإجراءات التي لم يتخذها الا بعد مليونية 8 يوليو. وأشارت الحفناوي إلى أن أهالي الشهداء كانوا يريدون الاستمرار في الاعتصام بميدان التحرير حتى يشاهدوا مبارك في القفص إلا أن المجلس العسكري أصر على إخلاء الميدان وفض إعتصامهم قبيل الجلسة.