أكد علي جمعة- مفتي الجمهورية- أن طريق الحوار والتعايش السلمي الحقيقي بين المسلمين والأقباط في مصر مازال طويلاً ويحتاج إلي وضع خطة طويلة الأمد لإصلاح التعليم وتنقية المناهج من كل ما يغذي التعصب والتفرقة الدينية بجانب خطة أخري عاجلة لإصلاح الإعلام. وأضاف خلال الندوة التي عقدت أمس الأول بالكنيسة الأسقفية تحت عنوان «حب جارك» أنه في عام 2007 تم إطلاق مبادرة عالمية تحمل اسم «تعالوا إلي كلمة سواء» وقعّ عليها 138 عالماً مسلماً من دول مختلفة ووجهت إلي قادة الكنائس في الأساس وجوهرها اكتشاف والتأكيد علي القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية لأنه لا سبيل لتحقيق السلام في العالم إلا بتحقيق السلام بين أهل الديانتين، مؤكداً أن الإسلام يحث علي حب الجار والإحسان إليه مهما كانت ديانته وأي صورة خارج هذا السياق هي خارج سياق الإسلام، كما أكد أن مرتكبي حادث نجع حمادي مجرمون لا علاقة لهم بالدين الإسلامي. ودعا المطران منير حنا- أسقف الكنيسة الأسقفية- جميع الأقباط إلي حب إخوانهم المسلمين حتي مع ظنهم أن المسلمين لا يحبونهم- علي حد قوله- مضيفاً: لا أتوقع استجابة المسلمين لمحبتي ولكنني لا أضع ذلك شرطاً لمحبتهم لأن ذلك يتعارض مع تعاليم السيد المسيح، كما أنه علي الفرد أن يتحمل في سبيل ذلك الحب، فعلي سبيل المثال عندما أسافر مع صديقي الشيخ علي جمعة أواجه انتقادات من أصدقائي الأقباط. وعما يريده الأقباط من المسلمين قال الأسقف: يكفي أن ينظر المسلم لي كواحد من أهل الكتاب ويقبل الآخر ولا يكفره ويعامله بالعدل والمساواة. من جانبه أكد الدكتور مصطفي الفقي- رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب- أن الأحداث الأخيرة في مصر تدق ناقوس الخطر قائلاً: إذا قلنا «كله تمام والصورة وردية» فإننا نكذب، لكنني أعتقد أن إقرار قانون بناء دور العبادة الموحد سوف يحل 50% من الأزمة، علاوة علي إتاحة الفرص للأقباط لتولي المناصب السياسية.