دعا علي جمعة مفتي الجمهورية إلي ترسيخ فكرة الحوار خاصة أننا نعيش في عالم رفعت فيه الحدود، ولم يعد هناك مكان ولا إمكانية للعزلة ولا الانعزال، وبالتالي يجب وضع أسس الحوار والجوار كما أرادها الله سبحانه وتعالي مع نبذ العنف والكراهية. وأكد جمعة خلال الندوة التي عقدتها الكنيسة الأسقفية بمصر مساء أمس الأول أن الإسلام يحث علي محبة الجار قائلاً: هناك أوامر إسلامية عديدة بشأن أهمية وضرورة حب الجار والإحسان إليه، فحب الجار جزء لا يتجزأ من حب الله والإيمان به، فلا سبيل إلي الإيمان الحقيقي بالله إلا بحب الجار فالنبي محمد صلي الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وأكد المطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية أن الدستور أكد حق المواطنة بغض النظر عن الدين والعقيدة، لكن التطبيق الفعلي يحتاج لوعي، مشيرًا إلي أن بعض القنوات الفضائية تدعم التعصب والفرقة، في حين دعا مطران الكنيسة بلندن ريتشارد تشارلز المؤسسات الإسلامية لتصحيح صورة الإسلام بالغرب. وفي سياق تصحيح مفاهيم الدعوة والحوار بين الأديان شدد الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجلس البحوث الإسلامية علي ضرورة التزام الوعاظ والخطباء في المساجد بعدم التعرض إلي الأديان الأخري في خطبهم بالمساجد، وقال: هناك قواعد أساسية للواعظ والخطيب في المسجد وإذا ثبت أن واعظًا في أي مسجد أهان دينًا آخر لابد أن يعاقب بشدة. ودعا عبدالباقي إلي محاسبة أي واعظ إسلامي يحرض المسلمين علي كراهية الأديان الأخري، وقال خلال مؤتمر نظمته كاتدرائية رؤساء الملائكة للروم الأرثوذكس أمس الأول إن الشيخ الذي يتحدث في المساجد ويحرض علي الكراهية وعدم محبة الجار ليس لديه وعي بالإسلام ويملك فكرًا متشددًا نرفضه جميعًا وأعتقد أن هؤلاء من ضمن أسباب الفتن الطائفية في مصر. وأكد عبدالباقي أنه يجوز للمسلم التبرع لبناء كنيسة قائلاً: إن التبرع لبناء كنيسة أمر إيجابي ومن الفضائل الأخلاقية السمحة. من ناحيته عبر د. طارق متري وزير الإعلام اللبناني في كلمة ألقاها نيابة عنه الأب اسحق راعي كنيسة الروم الأرثوذكس عن تخوفه من ازدياد الصدام والصراع بين الإسلام والمسيحية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلي أن الحوار الإسلامي المسيحي لابد أن يتعاظم خلال هذه الفترة الحساسة التي تشهد نوعًا من الحالات الطائفية والإرهاب وتشويه الصورة والعنف المقصود.