قال الشيخ «علي عبدالباقي» أمين مجمع البحوث الإسلامية إنه سيصدر تعليماته لجميع خطباء ووعاظ المساجد والمعاهد التابعة للأزهر بعدم الإساءة إلي الأقباط وعقيدتهم، مضيفاً خلال مؤتمر «الكتاب المقدس كلمة الله لكل زمان»، والذي استمر علي مدار ثلاثة أيام، أنه سيرسل خطاباً للدكتور «محمود حمدي زقزوق» وزير الأوقاف يحثه فيه علي إصدار نفس التعليمات لأئمة المساجد التابعة للأوقاف، وكذلك لمن يؤمون الناس في صلاة الجمعة، وانتقد «عبدالباقي» خطباء المساجد الذين ينتهجون نهجاً تكفيرياً يحرض علي الأقباط والاعتداء عليهم، واصفاً هؤلاء الخطباء بأنهم ليس لديهم إحساس بالمسئولية، قائلاً: إنه سيواجههم بكل شدة فالدين لله «واحنا مش هنحاسب المسيحيين علي دينهم» وقال «عبدالباقي» إن هؤلاء الخطباء المتشددين تابعون للتيار الوهابي السلفي وأضروا بالمجتمع المصري أكثر مما أراد الأعداء فزرعوا الفتنة بحديثهم عن الإسلام والمسيحية، فهذا أمر لابد أن ينتهي منه جميع الخطباء والوعاظ. وقال أمين مجمع البحوث الإسلامية إن الإعلام والفضائيات الخاصة تستضيف الخطباء المتشددين الذين لا يحترمون المؤسسة الدينية، بل يسيئون لها ونسبة الخطباء التابعين للمؤسسة الدينية في تلك الفضائيات لا تتعدي ال 1%. وأكد «عبدالباقي» أن هناك فوضي تجتاح المجتمع المصري في الفكر وحرية التعبير وطريقة التفكير، فتارة نجد مجموعة من المسلمين تخرج علينا لتقول نحن بهائيون وغيرها من الظواهر التي لم يعرفها المجتمع المصري من قبل، ورداً علي تساؤل حول جواز تبرع المسلم لبناء كنيسة، وهو الأمر الذي أثير منذ شهور، قال «عبدالباقي» إنه لا مانع من تبرع المسلمين لبناء كنائس وكثير من المسيحيين يتبرعون بأطنان من الحديد والأسمنت للمساهمة في بناء المساجد، فكلها بيوت الله. من جانبه قال «طارق متري» وزير الإعلام اللبناني في خطاب أرسله للمؤتمر لتعذر حضوره إن الحوار شيء والتثقيف الديني شيء آخر، وشدد علي أن وسائل الإعلام في تغطيتها الأحداث الحالية تستعين بالإثارة لتثير الانتباه، وهذه الإثارة أيديولوجية ثقافية لنسب الأحداث لنوازع دينية، مضيفاً أن الحوار بين الأديان عملية طويلة ليست بالأمر السهل لكنها يمكن أن تتحقق بنظرة الإنسان إلي نفسه وجماعته، فقال الشيخ «علي عبدالباقي» إن الحوارات يجب أن تكون مقترنة بالزيارات حتي تأتي نتائجها علي المجتمع، وأضاف أن السيد المسيح قال في إنجيل متي «لا تنتقموا من عدوكم بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر» والسيد المسيح هنا لم يرد ذلاً لأحد لكنه أراد أن يعلمنا كيف يكون العفو والسلام، كما أن القرآن الكريم يقول «وسارعوا إلي مغفرة من ربكم»، وجاءت الآية للإنسان ليقر العفو المطلق.