تغييرات رائعة عكست قراءته للملعب واستغل النقص العددي بامتياز وأغلق مفاتيح لعب الجزائر فرحة ما بعدها فرحة عاشتها بعثة المنتخب الوطني مثلما كان حسن شحاتة سبباً في سعادة ملايين المصريين بعد فوز المنتخب الوطني ببطولة الأمم الأفريقية عامي 2006 و2008 كان المعلم عريس الخميس الأبيض فما دمنا نطلق علي أيام الهزائم لقب الأيام السوداء والحزينة فلماذا لا نسمي أمس الأول بالخميس السعيد أو الأبيض؟ في مساء هذا اليوم كان حسن شحاتة النجم الأول الذي رد اعتباره الشخصي واعتبار الكرة المصرية عندما قاد المنتخب للفوز الساحق علي الجزائر 4/صفر والصعود للمباراة النهائية أمام غانا غداً الأحد. حسن شحاتة أثبت في مباراة الجزائر أنه مدرب من العيار الثقيل لأنه نجح في قراءة الفريق الجزائري جيدا وأوقف مفاتيح لعبه والأهم أنه أعد لاعبيه نفسياً للمباراة والكل شاهد لاعبي مصر منذ بداية المباراة يلعبون بثقة وهدوء ودون انفعال حتي عندما مارس لاعبو الجزائر كل أنواع العنف المشروع وغير المشروع كان لاعبو مصر في قمة الهدوء نتيجة الإعداد النفسي الجيد وتعليمات شحاتة كانت واضحة وصريحة بعدم الانسياق لاستفزازات لاعبي الجزائر. علي المستوي الفني لم يجر المعلم أي تعديل علي التشكيل الذي بدأ مباراة الكاميرون لكنه اعتمد في الشوط الأول علي الهجوم من ناحية أحمد المحمدي لإيقاف نذير بلحاج الظهير الأيسر للمنتخب الجزائري وأحد أهم مفاتيح لعبه والنتيجة أن نذير بلحاج هو الذي انشغل برقابة أحمد المحمدي ولم يؤد واجبه الهجومي وطوال الشوط الأول لم يمرر سوي كرة عرضية واحدة وسيطر شحاتة علي مفتاح اللعب الثاني وهو كريم مطمور وساعد في ذلك قيام رابح سعدان- المدير الفني للجزائر- بنقل مطمور من الجهة اليمني إلي مركز المهاجم الثاني فتمكن محمود فتح الله من إيقافه والنتيجة أن بلحاج فقد أعصابه وتدخل بعنف شديد مع المحمدي واستحق البطاقة الحمراء وقام سعدان باستبدال كريم مطمور. حسن شحاتة كان رائعاً عندما سمح لهاني سعيد بالتخلي عن مركز الليبرو والتقدم لوسط الملعب لمقابلة الكثافة العددية للاعبي الجزائر فتمت السيطرة علي منطقة المناورات للمنتخب الوطني الذي نجح في فرض أسلوب اللعب الذي أراده طوال المباراة وبعد طرد نذير بلحاج نقل شحاتة الهجمات للجبهة اليسري بقيادة سيد معوض ومن بعده محمد عبدالشافي بعدما أدرك أن مراد مغني الذي أعاده رابح سعدان لمركز الظهير الأيمن بعد طرد رفيق حليش لا يجيد القيام بالواجبات الدفاعية والنتيجة أن سيد معوض كاد يحرز هدفا ومرر كرة لمحمد زيدان كان يمكن أن تسفر عن هدف وأحرز محمد عبدالشافي الهدف الثالث. تغييرات حسن شحاتة كانت رائعة تدل علي أنه مدرب قدير لم يغره التقدم بهدف والنقص العددي للاعبي الجزائر وعندما استعد للدفع بحسام غالي أصيب عماد متعب فقام بإشراك غالي بدلا منه وهو ما قوبل بدهشة من الجميع لكن سرعان ما دفع بجدو النشيط لزيادة الضغط علي مدافعي الجزائر الذين ارتكبوا أخطاء بالجملة ولأن محمود فتح الله حصل علي إنذار أخرجه حسن شحاتة ودفع بجدو وأعاد أحمد فتحي لمركز قلب الدفاع ثم كان التغيير الأكثر توفيقا بنزول محمد عبدالشافي بدلا من سيد معوض لاستغلال سرعة عبدالشافي في التغلب علي مراد مغني الذي أنهكه سيد معوض تماما قبل خروجه. إذا كان حسن شحاتة قد أثبت في مباراة الجزائر أنه مدرب قدير فقد كانت هذه المباراة محطة من محطات تفوقه فالمدرب الذي قاد المنتخب في 17 مباراة متتالية في نهائيات الأمم الأفريقية بدون هزيمة بالتأكيد ليس مدرباً عادياً لكنه عبقري بكل المقاييس والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وحسن شحاتة منذ تولي قيادة المنتخب الوطني في نهاية عام 2004 جعل له شكلا مختلفا وأصبح الفراعنة يلعبون كرة قدم راقية وما هي إلا ساعات بإذن الله ويحقق حسن شحاتة رقماً إعجازياً وسيكون أول مدرب يفوز ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية.