أعطي حسن شحاتة - المدير الفني للمنتخب الوطني- درساً لكل المدربين في كيفية إدارة المباريات وقراءة الفرق المنافسة، مؤكداً أنه يحقق الإنجازات بعقله وجهده وفكره التدريبي المتميز. حشن شحاتة لم يلطم الخدود ولم يلعن الحظ الذي حرمه من جهود ثلاثة لاعبين كانوا من العوامل المؤثرة في فوز المنتخب ببطولة الأمم الأفريقية عام 2008م وهم محمد شوقي ومحمد أبو تريكة وعمرو زكي ومع إصابة بركات ارتفع عدد النجوم الغائبين إلي أربعة من العيار الثقيل لكن شحاتة عمل بجد وتركيز واختار محمد ناجي «جدو» والسيد حمدي وشيكابالا كبدلاء للمثلث الهجومي الغائب وضم حسام غالي ليحل محل محمد شوقي وأضاف إلي القائمة محمد عبد الشافي لاعب الزمالك الذي تألق مع فريقه طوال الدور الأول للدوري وسافر شحاتة إلي أنجولا وليس معه من المهاجمين سوي عماد متعب وأحمد رؤوف وبدأ المعلم خداعه للجميع في مباراتي مالاوي ومالي الوديتين قبل بطولة الأمم الأفريقية، حيث لعب بطريقة 4/4/2 لكن في المباراة الأولي أمام نيجيريا لعب المنتخب الوطني بطريقة 3/4/2/1 وعاد هاني سعيد لمركز الليبرو رغم ابتعاده عن مباريات الزمالك الأخيرة في الدور الأول للدوري وظهر بشكل رائع وشكل مع وائل جمعة ومحمود فتح الله خط دفاع حديدياً فشل أفضل مهاجمي أفريقيا في اختراقه والهدف الوحيد الذي سكن شباك المنتخب الوطني من داخل منطقة الجزاء كان هدف أوباسي لاعب نيجيريا في المباراة الأولي بعدها عجز مهاجمو موزمبيق وبنين والكاميرون والجزائر وغانا في اختراق الدفاع الحديدي وجاء هدف الكاميرون من ضربة ركنية مباشرة إلي المرمي. المنافسة الحقيقية بدأت في لقاء الكاميرون في دور الثمانية واختار حسن شحاتة استراتيجية جديدة تعتمد علي تأمين الجانب الدفاعي واستغلال أخطاء الدفاع الكاميروني وتم تنفيذ الشقين بنجاح ساحق وفي مباراة الجزائر أجاد حسن شحاتة إعداد لاعبيه نفسياً واتبع سياسة النفس الطويل فبعد إبطال مفعول مفاتيح لعب المنتخب الجزائري كان لاعبو مصر لا يملون من نقل الكرة عدة مرات لفتح ثغرة في الدفاع الجزائري أو انتظار خطأ من أحد المدافعين وهو ما حدث من رفيق حليش الذي تسبب في ركلة جزاء سجل منها حسني عبد ربه الهدف الأول بعدها فرض الفراعنة نفوذهم داخل المستطيل الأخضر وتعامل المعلم بذكاء مع النقص العددي للاعبي الجزائري فكان الفوز التاريخي 4/صفر. في المباراة النهائية، لم يكن أحد يفكر في خسارة المنتخب الوطني علي أساس أنه يتفوق علي منتخب غانا في عوامل كثيرة أهمها فارق الخبرة لذلك لم يتعجل شحاتة تحقيق الفوز وترك لاعبي المنتخب الغاني يشعرون بأن بإمكانهم تحقيق الفوز وفي الدقائق الأخيرة عرف حسن شحاتة كيف يستخدم سلاح الخبرة وهو ما يتجلي بوضوح في الهدف الرائع الذي أحرزه جدو من هات وخد مع محمد زيدان وجاء الهدف في توقيت قاتل بالنسبة لمنتخب غانا الذي يضم لاعبين صغار السن رغم نجاح ميلوفان راجيفتش المدير الفني في رقابة مفاتيح اللعب في المنتخب الوطني إلا أنه ارتكب خطأ قاتلاً عندما سحب أساموا جيان أخطر مهاجمي غانا بعد الهدف في تغيير عكس الفارق بين مدرب يعرف كيف يدفع بلاعب مثل جدو في الوقت المناسب ومدرب يخرج أفضل مهاجميه في وقت يحتاج فيه لتعويض الهدف. شحاتة تعامل مع بعض اللاعبين بشكل ممتاز وعلي سبيل المثال عرف كيف يستفيد من أحمد فتحي في ثلاثة مراكز هي الظهير الأيمن وقلب الدفاع ولاعب الوسط المدافع وعرف كيف يستغل إمكانات أحمد المحمدي في مركز الظهير الأيمن أمام الكاميرون والجزائر وغانا وعرف أيضاً كيف يستفيد من محمد عبد الشافي عندما يصاب سيد معوض بالإجهاد أو يتراجع مستواه والأهم أنه عرف كيف يستغل جدو الذي كان يدفع به في كل المباريات من الدقيقة 60 حتي الدقيقة 70 وأحرز جدو خمسة أهداف في خمس مباريات وتوج هدافاً للبطولة وأصبح أبو تريكة الكرة المصرية الجديد. ما فعله حسن شحاتة في أنجولا يؤكد أنه مدرب فذ يستحق أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه وأن كل الذين هاجموه سواء بسبب الخلافات الشخصية أو الحقد والغيرة أو لأن دمه ثقيل عليهم لابد أن يبادروا بالاعتذار له في نفس البرامج أو الصحف التي هاجموه فيها.