فيما وصفه استشاريون بالكارثة الكبري كشفت خرائط الخطوط الناقلة لخط مياه القاهرةالجديدة التي حصلت «الدستور» علي نسخة منها عن تورط مسئولين بالجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي التابع لوزارة الإسكان في تنفيذ خط مياه القاهرةالجديدة داخل تجاويف مخرات السيول بطول خمسة كيلو مترات عند المنطقة الفاصلة بين طريق الاوتوستراد قبالة منطقة المعادي، وحتي ملتقي بداية خط مترو حلوان المرج مع كوبري طرة علي النيل، حيث المأخذ العمومي لخط المياه البالغ طوله 32 كيلو متراً، والذي يغذي محطة مياه القاهرةالجديدة بتكلفة تقديرية 3 مليارات جنيه، وأكد استشاريون أن وجود خط المياه بطول خمسة كيلو مترات معترضاً مخرات السيول قبالة منطقة المعادي يعرض المنطقة لكارثة كبري في ظل عدم تحديد مسار جديد للسيول في هذه المنطقة بالغة الحساسية، خاصة أن مجري السيول يمر تحت خط مترو حلوان المرج عند منطقة طرة البلد، مما قد يعرض خط المترو للخطر لتعارض القضبان عمودياً أمام مجري السيول الذي يرتبط بمجري منحدر من ارتفاع 400 متر، مما يجعل قوة المياه المندفعة من أعلي أمراً بالغ الخطورة علي خط المترو، خاصة أن الماسورة التي يتم تركيبها ثبت عملياً عدم ملاءمتها للتربة المصرية، وهي مصنعة بجسامة تقل ب5000 نيوتن علي المتر المربع، في الوقت الذي كان يجب فيه تصنيع الماسورة بقوة تحمل أكبر، ويؤكد خبراء أن الجسامة المطلوبة 10 آلاف نيوتن علي المتر المربع، حتي يمكن أن تتحمل الضغوط والأحمال التي تتطلبها محطات المياه العملاقة، فضلاً عن قابليتها للتلف وما يشبه سرطنة زجاج السيارات بمجرد تعرضها للصدمات، وهو ما ينذر بكارثة في حالة انفجار ماسورة في الخط الذي يعد الأطول بين خطوط المياه في مصر، إذا وضع في الاعتبار أن الخط سوف يسحب مياهاً من النيل يومياً ما يقرب من 4 ملايين متر مكعب يومياً، وهو ما قد يتسبب في تخزين الخط بكمية مياه تقدر ب170 ألف متر مكعب ويفترض أن يتم التخلص من هذه الكمية بمجرد حدوث انفجار، وهو ما يعني إغراق المنطقة التي سيحدث بها الانفجار، وهو الأمر الذي سبق للجهاز المركزي للمحاسبات أن نبه إلي خطورته بعد تكرار الانفجارات الناتجة عن استخدام هذا النوع من المواسير، والذي يصل قطره إلي 2600 ملي متر. وكشفت مصادر بالجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي عن قيام شركة قطرية بتنفيذ المشروع، وحذرت نفس المصادر من خطورة الاستمرار في التنفيذ في هذه المنطقة شديدة الخطورة، وطمس مخرات السيول التي تنتهي بتقاطعات علي النيل، مما يقلل من خطورة السيول بالتخلص من المياه شديدة الاندفاع في مجري النيل بواسطة المخرات. وفي سياق متصل، قامت محافظة حلوان أمس الأول بإيقاف العمل بالمشروع، في الوقت الذي حذرت فيه تعليمات شفوية لمسئولي الشركات المنفذة للمشروع من قبل رئيس الإدارة المركزية لمشروعات القاهرة الكبري بالجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي بوقف العمل. فيما أكد «قدري أبوحسين» محافظ حلوان أن الإيقاف جاء بسبب تشوينات الشركات المنفذة داخل مجري السيول، موضحاً أنه سبق له الإشراف علي شبكة السيول بحلوان إبان رئاسته المنطقة الجنوبية، مقدراً خطورة مجاري السيول في مواجهة الكوارث المحتملة. وأضاف: اتصلت بوزير الري وأكد لي أنه ليست هناك إعاقة لمجري السيول، وأن التنفيذ سيكون أسفل المجري، مشيراً إلي أن وزارة الري درست المشروع بحيث يحتفظ بالمجري كمخر للسيول، وأشار محافظ حلوان إلي أنه يتابع التنفيذ بشكل مباشر لخطورة الوضع، نظراً لقربه من خط مترو الأنفاق. من جانبه، نفي المهندس «حسن خالد» رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي وجود خطورة من المشروع، مشيراً إلي أن العمل يجري تحت مجري السيول، وأضاف أن ماسورة ال«GRB» آمنة وملائمة للتربة المصرية.